اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين الجزء : 1 صفحة : 490
يَدَعون أنها علمُ الباطن، من جنس ما ذكره السائل، ومِن غير هذا الجنس، فإنه ليس لهم حدٌّ محدود فيما يدَّعونه من الإلحادِ في أسماء الله تعالى وآياته، وتحريفِ كلام الله تعالى ورسوله عن مواضِعه؛ إذ مقصودُهم إنكارُ الإيمانِ وشرائع الإسلام بكلّ طريق، مع التظاهُرِ بأنَّ لهذه الأمورِ حقائقَ يعرفونها من جِنسِ ما ذَكَر السائل، ومِن جنس قولهم: إن "الصلوات الخمس" معرفة أسرارهم، و"الصيام المفروض" كتمانُ أسرارهم، و"حج البيت العتيق" زيارةُ شيوخهم، وأن "يدَا أبي لهب" هما أبو بكر وعمر، وأن "النبأ العظيم" والإمامَ المُبين هو علي بن أبي طالب، ولهم في معاداة الإسلام وأهلِه وقائعُ مشهورة وكُتب مصنَفة، فإذا كانت لهم مُكْنة سفكوا دماءَ المسلمين؛ كما قَتَلوا مرة الحُجاجَ وألقَوهم في بئرِ زمزم، وأخذوا مرةً الحَجَرَ الأسود وبَقِي عندهم مُدة، وقَتَلوا من علماءِ المسلمين ومشايخهم ما لا يُحصِي عددَه إلاَّ الله تعالى، وصنَفوا كتبًا كثيرةً مما ذكره السائلُ وغيره، وصنَّف علماءُ المسلمين كتبًا في كشفِ أسرارهم وهَتكِ أستارهم، وبيَنوا فيها ما هم عليه من الكُفرِ والزندقة والإلحاد، الذي هم به أكفرُ من اليهود والنصارى، ومِن براهمةِ الهندِ الذين يعبُدون الأصنام .. وما ذكره السائل في وصفهم قليلٌ من الكثير الذي يعرفُه العلماء في وصفهم.
ومن المعلوم عندنا أن السواحلَ الشاميةَ إنما استولى عليها النصارى مِن جهتهم، وهم دائمًا مع كلِّ عدوِّ للمسلمين، فهم مع النصارى على المسلمين، ومِن أعظم المصائب عندهم فتح المسلمين للسواحل، وانقهارُ النصارى، بل ومن أعظم المصائبِ عنْدهم انتصار المسلمين على التتار، ومِن أعظم أعيادِهم إذا استولى -والعياذ بالله تعالى- النصارى على ثغور
اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين الجزء : 1 صفحة : 490