كل مَن كَتَب عن عقائد الخطابيَّة -كالأشعريِّ والملطيِّ والبَغدادي وابنِ حزم والشَّهْرِستانيّ والجُويني وَابنِ الأثير- يقرِّرُ أنَّ أبا الخطاب مولى بني أسد وأصحابَه كانوا يقولون: "إنَّ لكلِّ ظاهر باطنًا، وإن ظاهرَ القرآن يحتاجُ للفهم الصحيح إلى التأويل"، وقالوا بالتناسخ وتكفيرِ الصحابة، فأبو الخطَّاب هو المؤسسِّ الحقيقي للعقائد التي تبنّتها الإسماعيليةُ فيما بعد، وإن ميمونَ القَدَّاحَ وابنَه عبدَ الله كانا من دُعاته وأكابرِ علماءِ طائفته، وإن أولَ مَن قام بالدعوة الإسماعيلية أبو شاكر ميمون، كان ممن صَحِبَ أبا الخطاب محمدَ بنَ أبي زينب.
والإِسماعيليةُ هم أبناءُ ميمونَ القَدَّاح، ولا صِلَةَ لهم مطلقًا بالبيت العَلَوِيِّ، وهم -كما قال أهلُ السنة-: "ظاهرهم الرفض، وباطنُهم الكفرُ المحض".
ادَّعى الفاطميون -وهم الإسماعيلية- نِسْبَتَهم إلى البيت العَلَويِّ، وأنكر ذلك عليهم علماء الإِسلام من أهل السنة والعلويون أيضاً، ومنهم الشريفُ الرضي، وكتبوا وثيقةً بذلك.
وأنكرَ نسْبَهم إلى بيتِ النبوة كبارُ علماء الإِسلام كالبغداديِّ وابنِ كثير وابن تيمية والذهبيِّ وابن حجر والسَّخاوي، وابن تَغْرِي بَرْدي، وابنِ [1] كل ما أوردناه عن الإسماعيلية فهو تلخيص من كتاب "الإسماعيلية" للشيخ إحسان إلهي ظهير -رحمه الله - وخاصة الفصل الثاني من الباب الرابع "معتقدهم في النبوة والأنبياء" (ص 321 - 345) والباب السادس مبحث "الإسماعيلية ونسخ شريعة محمد صلوات الله عليهم" (ص 546 - 591) - مُلَخصاً.
اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين الجزء : 1 صفحة : 421