° "أُجْلِس على صفحةِ الصَّفح، ولُقِمَ لُقَمَ لقمان الحكيم، ووُضِعت له أكوابُ التواضع، وأُديرت عليه كؤوسُ الكَيْس، مُتضمِّنةً حلاوةَ الحِلم، خِتامُها مِسْكُ النُّسك، نُووِلَ قلمَ العِزِّ، فوقَّع على صحائفِ الكَدِّ، "كلُّ عملٍ ليس عليه أمرُنا فهو رَد".
كان يعودُ المريض، ويُجيب دعوةَ المملوك، ويجلسُ على الأرض، ويَلبَسُ الخشِن، ويأكلُ البشع، ويَبيتُ اللياليَ طاويًا، يتقلبُ في قفرِ الفقر، ولسانُ الحال يناديه: يا محمد، نحن نَضِنُّ بك عن الدنيا، لا بها عنك" [2].
أُشرِبت نفسُه عِلمَ اليقين وعَينَه وحقَّه.