اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين الجزء : 1 صفحة : 286
° قال ابن جرير: "وأولى القوليْن بالصواب في تأويل ذلك عندي: قولُ مَن قال: معنى ذلك: سنبينُ أمرَه بيانًا واضحًا، فلا يخفَى عليهم، كما لا تخفى السِّمَةُ على الخرطوم، وقد يَحْتَمِل أيضًا أن يكون خُطِم بالسيف، فجُمع له مع بيانِ عيوبه للناس الخَطْمُ بالسيف" [1].
° وقال الفَرَّاء: "سَنَسمُه سمةَ أهل النار. أي: سنُسَوِّدُ وجهَه" [2].
° "يجيءُ التهديدُ من الجبَّار القهَّار، يلمسُ في نفسه موضعَ الاختيال والفخرِ بالمال والبنين؛ كما لمس وَصْفُه من قبل موضعَ الاختيال بمكانته ونَسَبِه، وَيسمعُ وَعْدَ الله القاطعَ {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ}.
والتهيد بوسْمِهِ على الخرطوم يَحوِي نوعيْن من الإِذلال والتحقير.
الأوَّلُ: الوسم، كما يوسَمُ العبد.
والثاني: جَعْلُ أنفِه خرطومًا، كخرطوم الخنزير.
إنها القاصمةُ التي يستأهلُها عدوُّ الإِسلام، وعدوُّ الرسول الكريم صاحبِ الخُلقِ العظيم".
° قال الفخر الرازي: " {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} إن في الآية احتمالاً آخَرَ عندي، وهو أن ذلك الكافرَ إنما بالغ في عداوة الرسول، وفي الطعن في الدين الحق بسبب الأنَفَةِ والحَمِيَّة، فلما كان مَنشأُ هذا الإِنكارِ هو الأنَفَةُ والحميَّةُ، كان مَنْشَأُ عذابِ الآخرة هو هذه الأَنَفَةُ والحميَّة، فعبَّر عن هذا الاختصاص بقوله: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} [3]. [1] انظر "تفسير الطبري" (23/ 157 - 171) مختصرًا.
(2) "معاني القرآن" للفراء (3/ 174).
(3) "مفاتيح الغيب" للفخر الرازي (15/ 654).
اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين الجزء : 1 صفحة : 286