° انظر إلى هذا الشقيِّ الذي آذى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وانفرَدَ بما لم يفعْله أحدٌ، ووضع رِجلَه على عُنق أطهرِ الخلقِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقُطعت عنقُه جزاءً وفاقًا:
• عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: "بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجد وحولَه ناسٌ من قريشٍ جاء عقبةُ بنُ أبي مُعَيْط بِسَلَى جزورٍ، فقَذَفه على ظَهرِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يَرَفعْ رأسَه، فجاءت فاطمةُ عليها السلام، فأخذَتْه عن ظهره، ودَعَتْ على من صَنع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمَّ عليك الملأَ مِن قريش: أبا جهل بن هشام، وعُتبةَ بنِ ربيعة، وشَيبةَ بن ربيعة، وأميةَ بنِ خَلف -أوْ أبي بن خلف-" -شعبةُ الشاكُّ-، فرأيتُهم قُتِلوا يوم بدر، فألُقوا في بئرٍ، غيرَ أميَّةَ بنِ خَلَف أو أبيٍّ، تَقطَّعت أوصالُه فلم يُلقَ في البئر" [2].
• وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: "بينما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قائم يصلي عند الكعبة، وجَمْعٌ من قريشٍ في مجالسهم إذْ قال قائل منهم: ألا تنظرون إلى هذا المرائي؟ أيُكُم يقومُ إلى جَزور آلِ فلان، فيَعْمِدَ إلى فَرْثها ودَمِها وسلاها، فيجيءَ به، ثم يُمهِلَه حتى إذا سَجد وضعه بين كتفيْه؟! فانبعث أشقاهم [3]، فلما سجد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَضَعه بين كتفيه، وثَبَت النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا، فضَحِكوا حتى مال بعضهم إلى بعضٍ من الضحك.
(1) "الدر المنثور" للسيوطي (11/ 163 - 164) - دار هجر. [2] رواه البخاري- كتاب مناقب الأنصار - باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه من المشركين بمكة حديث (3854). [3] هو عقبة لعنه الله.
اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين الجزء : 1 صفحة : 270