° وقال -رحمه الله-: "سَمَّاه "زخرفًا"، وهو باطل؛ لأن صاحبَه يُزخرفُه ويُزيَنه ما استطاع، ويُلقيه إلى سَمْع المغرور، فيغترُّ به" [2].
° وقال -رحمهم الله-: "قد أخبر سبحانه بمقصودهم من الإيحاء المذكور، وهو أربعةُ أمور:
غرورُ مَن يوحون إليه، وإصغاءُ أفئدتهم إليه، ومحبتهم لذلك، وانفعالُهم عنده بالاقتراف، وإن كان ذلك تعليلاً لجعله سبحانه لكلِّ نبي عدوًّا، فيكون هذا الحُكم من جُملة الغايات، والحِكَم المطلوبة بهذا الجعل، وهي غايةٌ وحكمةٌ مقصودة لغيرها؛ لأنها مُفضيةٌ إلى أمور هي محبوبة مطلوبة للرب سبحانه، وفواتُها يستلزمُ فواتَ ما هو أحب إليه من حُصولها، فاللام لامُ التعليل والحكمة" [3].
° وقال: "الزُّخْرُف: هو الكلامُ المُزَيَّن، كما يزيَّنُ الشيءُ بالزخرف -وهو الذهب -، وهو الغرور؛ لأنه يَغُرُّ المستمعَ، والشبهاتُ العارضةُ للوحي هي كلامُ زخرفٍ، يَغُرُّ المستمع، فانظر إلى إصغاءِ المستجيبين لهؤلاء ورضاهم بذلك واقترافِهم المترتِّب عليه، فتأمَّلْ" [4].
° وما أكثَرَ شياطينَ الإنس .. الذين يَصُدُّون عن دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم -!!
يَصدُقُ فيهم قولُ القائل:
وإذا رأى إبليسُ طَلعَةَ وجهِه ... حَيَّا وقال: فَديْتُ مَن لا يُفلِحُ
(1) "الصواعق المرسلة" لابن القيم (2/ 438).
(2) "الداء والدواء" لابن قيم الجوزية (ص 144).
(3) "شفاء العليل" لابن القيم (193).
(4) "الصواعق المرسلة" لابن القيم (3/ 1041، 1042).
اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين الجزء : 1 صفحة : 191