اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين الجزء : 1 صفحة : 125
إشراقُ النُّبوَّة، فيكونُ دائمًا في أمره كالمُسلِم الأوَّل الذي غَير وجه الأرض، ويظهرُ هذا المسلمُ الأولُ بأخلاقه وفضائله وَحَمِيته في كل بقعةٍ من الدنيا مكانَ إنسانِ هذه البقعة، لا كما نرى اليوم؛ فإن كلَّ أرض إسلاميةٍ يكادُ لا يظهر فيها إلاَّ إنسانُها التاريخي بجهله وخرافاتِه وما وَرِث مِن القِدَم؛ فهنا المسلمُ الفرعوني، وفي ناحيةٍ المسلمُ الوثني، وفي بلدٍ المسلمُ المجوسي، وفي جهةٍ المسلمُ المعطَّل .. وما يريدُ الإسلامُ إلا نفسَ المسلم الإنساني.
أيها المسلم!.
لا تنقطعْ من نبيك العظيم، وعِشْ فيه أبدًا، واجعَلْه مَثَلَكَ الأعْلَى؛ وحين تذكرُه في كل وقت فكُن كأنك بن يديْه؛ كنْ دائمًا كالمسلم الأول؛ كنْ دائمًا ابنَ المُعْجِزَة ..
أُحَيْبابَ قلبي هل سواكم لِعِلَّتي ... طبيبٌ بداءِ الهائمين خَبيرُ؟!
جيوشُ هُدَاكمُ كل لَمْحَةِ ناظِرٍ ... على حضنِ قلبي بالغرام تُغيرُ
ودَمْعي غزيرُ السَّكْب في عَرَصاتِكُمْ ... فكيفَ أَكُفُّ الدَّمْعَ وهوَ غزيرُ!
وإن تباريحي بكم وصَبَابتي ... لَهُنَّ رَواحٌ في الحشا وبُكورُ
أَحِنُّ إذا غَنَّت حمائِمُ رَوْضِكم ... وينزعُ قلبي نحوَكم ويَطيرُ
عَدِمنا على الدنيا وجودَ نَظيركُم ... لقدْ قل مَوْجودٌ وعَزَّ نظيرُ
وكيف يسامَى خيرُ مَن وطئ الثرَى ... وفي كل باعٍ عن عُلاكَ قُصورُ
وكل شريفٍ عندكم متواضِعٌ ... وكُلُّ عظيم القَرْيَتين حقيرُ
إذا ذُكر ارتاحتْ قلوبٌ لذكركم ... وطابتْ نفوسٌ وانشَرَحْنَ صدورُ
* * *
اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين الجزء : 1 صفحة : 125