responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 109
وإن كان موسى - عليه السلام - في مَظهَرِ الجلال، وشريعتُه شريعةُ جلالٍ وقهر، وكان من أعظم خَلْق الله هيبةً ووقارًا، وأشدِّهم بأْسًا وغضبًا لله، وبَطْشًا بأعداء الله، وكان لا يُستطاع النظرُ إليه .. وعيسى - عليه السلام - في مَظهرِ الجمال، وكانت شريعتُه شريعةَ فضلٍ وإحسان، وكان لا يقاتِلُ ولا يحارب، وليس في شريعته قتالٌ ألبتةَ .. فإن نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم - كان في مَظهرِ الكمال، الجامعِ لتلك القوَّة والعدْل والشدَّة في الله، ولهذا اللِّين والرأفةِ والرحمةِ، وشريعتُه أكملُ الشرائع، فهو نبيُّ الكمال، وشريعتهُ شريعةُ الكمال، وأمته أكملُ الأمم؛ وأحوالُهم ومقاماتهم أكملُ الأحوال والمقامات، وجعَلَهم خيرَ أمة أُخرجتْ للناس، وكمَّل لهم منَ المحاسن ما فرَّقه في الأمَم قبلَهم، كما كمَّل نبيَّهم - صلى الله عليه وسلم - من المحاسن بما فرَّقه في الأنبياء قبله، وكمَّل كتابَه بالمحاسن التي فرَّقها في الكتب قبلَه، وكذلك في شريعته.
وتفصيلُ تفضيلِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته وخصائصِه يستدعي سِفْرًا، بل أسفارًا؛ فهم ضنائن الله، وهم المجتبَوْن الأخيار، وذلك فضل الله يُؤتيه مَن يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

* رأى الناسُ رأْيَ العيْن علوَّ همَّتِهِ التي لا تدانيها هِمَّة:
رأَوا طُهْرَه وعفَّتَه وأمانتَه واستقامتَه وشجاعته .. رأوا سُموَّه وحَنانه .. رأوا عقلَه وبيانَه .. رأوا الشمسَ تتألَّق تألُّقَ صِدْقِه وعَظَمةِ نفسه .. سمِعوا نمُوَّ الحياة يَسري في أوصال الحياة، عندما بدأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَفيضُ عليها من وحي يومِه وأمسِه .. رأوا الكمالَ البشريَّ وعلوَّ الهمةِ ملْءَ كلِّ عيْنٍ وأُذنٍ وقلب ..

اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست