اسم الکتاب : وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 43
قلبي أن يحب الناس بعده رجلاً قام مقامه أبداً, ولا كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به, فأردت أن يعدل ذلك رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عن أبي بكر)) [1]؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - لها ولحفصة: ((إنكن لأنتن صواحب يوسف)) [2].
قال ابن كثير رحمه اللَّه تعالى: ((وتقديمه - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر معلوم بالضرورة من دين الإسلام، وتقديمه له دليل على أنه أعلم الصحابة, وأقرؤهم لما ثبت في الصحيح: ((يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب اللَّه .. )) [3] الحديث. نعم قد اجتمعت في أبي بكر هذه الصفات - رضي الله عنه - ... [4].
وخلاصة القول: إن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة, ومنها:
1 - استحباب زيارة قبور الشهداء بأحُدٍ، وقبور أهل البقيع،
والدعاء لهم بشرط عدم شد الرحال, وعدم إحداث البدع. [1] البخاري، برقم 198, و4445, ومسلم، برقم 418، رواية 93. [2] البخاري، برقم 713, مسلم، برقم 418، وتقدم تخريجه. [3] مسلم، برقم 673. [4] البداية والنهاية، 5/ 234، وروى البيهقي عن أنس - رضي الله عنه - أنه كان يقول: ((آخر صلاة صلاها رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - مع القوم في ثوب واحد ملتحفاً به خلف أبي بكر)) قال ابن كثير رحمه اللَّه في البداية والنهاية، 5/ 234: ((وهذا إسناد جيد على شرط الصحيح))، ورجح العلامة ابن باز - رحمه الله - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصلِّ خلف أحد من أمته إلا عبد الرحمن بن عوف. قلت: أما الصلاة التي صلاها مع أبي بكر؛ فإنه هو الإمام، كما تقدم، واللَّه أعلم.
اسم الکتاب : وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 43