اسم الکتاب : وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 13
حتى قُبض)) [1]، والمقصود أنهم لم يشبعوا ثلاثة أيام بلياليها متوالية، والظاهر أن سبب عدم شبعهم غالباً كان بسبب قلّة الشيء عندهم، على أنهم قد يجدون ولكن يؤثرون على أنفسهم [2]؛ ولهذا قالت عائشة - رضي الله عنها -: ((خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير)) [3]، وقالت: ((ما أكل آل محمد - صلى الله عليه وسلم - أُكلتين في يوم إلا إحداهما تمر)) [4]، وقالت: ((إنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقدت في أبيات رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - نار، فقال عروة: ما كان يقيتكم؟ قالت: الأسودان: التمر، والماء)) [5]، والمقصود بالهلال الثالث: وهو يُرى عند انقضاء الشهرين.
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((كان فراشُ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - من أدَم، وحشوُهُ ليفٌ)) [6]، ومع هذا كان يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهم اجعل رِزْقَ آل محمدٍ قوتاً)) [7]. [1] البخاري مع الفتح، 9/ 517 و549، برقم 5374، و5416. [2] انظر: فتح الباري، 9/ 517، و549، برقم 5374، ومن حديث عائشة - رضي الله عنها -، برقم 5416. [3] البخاري مع الفتح، 9/ 549، برقم 5414. [4] البخاري مع الفتح، 11/ 283، برقم 6455. [5] البخاري مع الفتح، 11/ 283، برقم 6459. [6] البخاري، برقم 6456. [7] البخاري، برقم 6460، ومسلم، برقم 1055، والقوت: هو ما يقوت البدن من غير إسراف، وهو معنى الرواية الأخرى عند مسلم (كفافاً)، ويكف عن الحاجة، وقال أهل اللغة: القوت: هو ما يمسك الرمق، وفي الكفاف سلامة من آفات الغنى والفقر جميعاً، واللَّه أعلم، الفتح، 11/ 293، وشرح النووي، 7/ 152, والأبي، 3/ 537.
اسم الکتاب : وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 13