كثرة الوقائع والتفاصيل المسجلة في حياته عليه الصلاة والسلام
الأمر الأول: أن الفترة المكية قد سجلت كل وقائعها بدقة، وبالذات منذ مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن مات، كل لحظة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أن بعث وإلى أن مات سجلت، ولم تسجل حياة إنسان على وجه الأرض بهذه الدقة، حتى دخل التسجيل إلى أدق تفاصيل حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولعل من حِكَمِ زواجه صلى الله عليه وسلم من عدد كبير من النساء: أن ينقلن الحكمة التي تعلمنها من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشخصية الداخلية التي لا يراها غيرهن، وما هذا التسجيل الضخم الدقيق إلا لأنه صلى الله عليه وسلم قدوة كاملة، وليس بعده نبي إلى يوم القيامة، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].
إذاً: نحن مطالبون باتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل خطوة من خطوات حياتنا، في رضاه وغضبه صلى الله عليه وسلم، في حزنه وسروره، وفي حله وترحاله، إذا رضي فهذا هو الموضع الذي يجب أن نرضى فيه، وإذا غضب فهذا هو الموضع الذي يجب أن نغضب فيه.