لاتخذت أبا بكر خليلاً [1] ، ولكن أخوة الإسلام ومودته، ولا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر» [2] وروى البخاري من حديث ابن عباس، قال: «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه عاصبًا رأسه بخرقة فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال: إنه ليس من الناس أحد أمن علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر» وفي رواية: «ولكن أخي وصاحبي» [3] .
قلت: وذكر الشيخ رحمه الله بقية الأحاديث والروايات في المخالة ثم قال: فهذه النصوص كلها مما تبين اختصاص أبي بكر من فضائل الصحبة، ومناقبها والقيام بحقوقها بما لم يشركه فيه أحد، حتى استوجب أن يكون خليله دون الخلق لو كانت المخالة ممكنة، والخلة هي كمال الحب وهذا لا يصلح إلا لله.
وهذه النصوص صريحة بأنه أحب الخلق إليه وأفضلهم عنده [4] . انتصار النبي له
الثابت من الأحاديث الصحيحة يدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينتصر لأبي بكر وينهى الناس عن معارضته، روى البخاري عن أبي الدرداء [1] لما كانت الخلة تستلزم كمال المحبة واستيعاب القلب لم يصلح للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخالل مخلوقًا ... (منهاج جـ3/ 88) . [2] البخاري ك 8 ب 80 ك 62 ب5 ومسلم ك 44 ح2- 7. [3] البخاري ك8 ب8، ك 62 ب5. [4] منهاج جـ4/ 253، 254.