اسم الکتاب : أحاديث في الفتن والحوادث المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 99
"إنَّ أَحَبَّ شِيْءٍ إِلَى الله الْغُرَبَاءُ" قال: "الفَرَّارُون بِدِيْنِهِم، يَبْعَثُهُمُ الله مَعَ عِيْسَى بن مريم ـ عليه السّلام ـ". رواه أحمد: عن الْهَيْثَمِ بنِ جَمِيل: ثنا محمد بن مسلم: ثنا عثمان بن عبد الله: عن سليمان ابن هُرْمُز: عنه.
(72) ولأَحْمَد[1]: عن الْمُطَّلب بن حَنْطَب: عن النَّبِيِّ – صلّى الله عليه وسلّم - قال:
"طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"، قيل: يا رسولَ الله! مَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قال: "الذين يَزِيدُونَ إِذَا نَقَصَ النّاسُ".
(73) وللتِّرمذي[2]: من حديث كَثِيْرِ بن عبد الله [1] لم نجده في الأصول التي بين أيدينا. [2] تحفة الأحوذي بشرح الترمذي ج 7 – كتاب الإيمان – باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً ص 381 ولفظ الحديث في سنن الترمذي:
أن رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – قال:
"إنّ الدين ليأزر إلى الحجاز، كما تأرز الحية إلى جُحْرِهَا، وليعقلنّ الله الدين في الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل، إنّ الدين بدأ غريباً، ويرجع غريباً، فطوبى للغرباء، الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي".
هذا حديث حسن.
ومعنى "يأرز" بكسر الراء، وقد تضم: أي ينضم ويجتمع.
"الحجاز": اسم مكة والمدينة، وما حواليهما من البلاد، وسميت حجازاً؛ لأنها حجزت: أي: منعت وفصلت بين بلاد نجد والغور.
ومعنى "ليعقلن: أي: ليعتصمن. أي يمتنع بالحجاز ويتخذ منه حصناً وملجأ". "والأروية" الأنثى من المعز الجبلي. وهي: بضم الهمزة وتكسر، وتشديد الياء – والمعقل: مصدر بمعنى العقل.
والمعنى: أن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها.
والمراد أن أهل الإيمان يفرون بإيمانهم إلى المدينة؛ وقاية بها عليه، أو لأنها وطنه الذي ظهر وقوي بها.
وإنّ الدين في آخر الزمان عند ظهور الفتن، واستيلاء الكفرة والظلمة على بلاد أهل الإسلام، يعود إلى الحجاز، كما بدأ منه.
وأهل الدين في الأول كانوا غرباء، ينكرهم الناس، ولا يخالطونهم، فكذا في الآخر، فطوبى للغرباء أولاً وآخراً، الذين يعملون بسنّتي ويظهرونها بقدر طاقتهم.
اسم الکتاب : أحاديث في الفتن والحوادث المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 99