ثالثًا: أنهن أمهات المؤمنين، بنص القرآن، قال الله تعالى: {النَّبِيّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [1]، فنزَّلهن الله تعالى منزلة الأمومة للمؤمنين، حيث جعلهن أمهات في التحريم والاحترام، والتوقير والإكرام والإعظام، بل إنه تعالى حرم على المؤمنين الزواج منهن، كما يحرم على الولد الزواج بأمه، مع أنَّ ذلك حلال مع غيرهن، فقال: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [2].
رابعًا: أنهن زوجات للنبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة؛ ويدل على ذلك نصوص كثيرة منها:
1- حديث عَائِشَة رضي الله عنها قالت: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ مِنْ أَزْوَاجِكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: "أَمَا إِنَّكِ مِنْهُنَّ" قَالَتْ: فَخُيِّلَ لِي أَنَّ ذَاكَ أَنَّهُ لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرِي» [3]، فقوله صلى الله عليه وسلم: "أَمَا إِنَّكِ مِنْهُنَّ" يدل على أن غيرها من الأمهات في الجنة.
2- حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه، قال: «لَمَّا طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَفْصَةَ، أَتَاهُ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: رَاجِعْ حَفْصَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ» [4]. [1] سورة الأحزاب، الآية:6. [2] سورة الأحزاب، الآية:53. [3] أخرجه ابن حبان في صحيحه 16/ 8، رقم (7096)، والطبراني في المعجم الكبير 23/ 39، رقم (99)، وفي المعجم الأوسط 8/ 84، رقم (8039)، والحاكم في المستدرك 4/ 14، رقم (6743)، وقال: "صحيح الإسناد"، والحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 3/ 133. [4] أخرجه البزار في مسنده 4/ 237، رقم (1401)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 5/ 409، رقم (3052)، والطبراني في المعجم الكبير 23/ 188، رقم (306)، وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 50 =