المطلب السادس
قولهم: إنَّ عَائِشَة رضي الله عنهاانت تُزيِّن الجواري وتطوف بهنّ
يقول الرَّافِضَة: إِنَّ عَائِشَة رضي الله عنها شوّفت [1] (أي زيّنت) جارية وطافت بها وقالت: لعلنا نصطاد بها شباب قريش، أرادوا بذلك معنى باطلاً يسيء إلى عرض النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وشبهتهم في ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: قال: حدثنا وكيع، عن العلاء بن عبد الكريم اليَامِيِّ, عن عمار بن عمران - رجل من زيد الله -، عن امرأة منهم، عن عَائِشَة: «أَنَّهَا شَوَّفَتْ جَارِيَةً وَطَافَتْ بِهَا، وَقَالَتْ: "لَعَلَّنَا نَتَصَيد بِهَا شَبَابَ قُرَيْشٍ"» [2].
الرد على هذه الشُّبْهَة:
يرد على هذه الشُّبْهَة من وجهين:
الوجه الأول: أَنَّ الرواية قامت على مجهول، ألا وهو المرأة التي حدثت بهذه الحادثة، وهذا عند علماء الحديث من أضعف الأسانيد.
وأيضاً عمار بن عمران قال عنه الذهبي: "لا يصح حديثه، ذكره البخاري في [1] شوفت جارية: أي زينتها، يقال شوف وشيف وتشوف: أي تزين. وتشوف للشيء أي طمح بصره إليه. ينظر: غريب الحديث للحربي 2/ 817، والدلائل في غريب الحديث 3/ 1129، والنهاية في غريب الحديث والأثر 2/ 509. [2] أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 4/ 49، رقم (17664)، ومن طريقه الحربي في غريب الحديث 2/ 812، والحديث ضعيف؛ لأن في سنده، عمار بن عمران وهو ضعيف، وفيه أيضاً امرأة مجهولة العين والحال. ينظر: ميزان الاعتدال 3/ 166.