المطلب الرابع
قولهم: إِنَّ الفِتْنَة خرجتْ من بيت عَائِشَة
يزعم الشيعة الرَّافِضَة الاثنا عشرية أنّ عَائِشَة رضي الله عنها هي مصدر الفتنة وسببها، وقد استدلّوا على زعمهم هذا بحديثٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه عنه ابن عمر رضي الله عنهما، وقد ورد هذا الحديث في كتب أهل السنة بروايتين:
الأولى: في صحيح البخاري من حديث عبد الله رضي الله عنه قال: «قَامَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا، فَأَشَارَ نَحْوَ مَسْكَنِ عَائِشَة، فَقَالَ: هُنَا الفِتْنَةُ - ثَلاَثًا - مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ» [1].
والثانية: روايةٍ لمسلم: «خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْتِ عَائِشَة، فَقَالَ: رَأْسُ الْكُفْرِ مِنْ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ - يَعْنِي الْمَشْرِقَ-» [2].
وقد استدلّوا على زعمهم هذا بعبارة: «فَأَشَارَ نَحْوَ مَسْكَنِ عَائِشَة»، في الرواية الأولى، وبعبارة: «خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْتِ عَائِشَة، فَقَالَ: رَأْسُ الْكُفْرِ مِنْ هَاهُنَا»، في الرواية الثانية؛ ليستنتجوا من ذلك أَنَّ مقصد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات: أَنَّ الفتنة تخرج من بيت عَائِشَة رضي الله عنها، فهي - على زعمهم - مصدر الفتنة ومنبعها [3]. [1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فرض الخمس، باب ما جاء في بيوت أزواج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وما نسب من البيوت إليهن 4/ 82، رقم (3104). [2] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان 4/ 2229، رقم (2905). [3] ينظر: من كتب الشيعة: الطرائف لابن طاوس ص (297)، والصراط المستقيم للبياضي 3/ 142، =