لهذا يجب على كل مسلم أن يصون دينه عن الشُّبُهَات، فلا يستمع إليها، ولا يجلس في المجالس التي تورد فيها، لأننا مأمورون باجتناب مواطن الفتن، خصوصًا فتن الشُّبُهَات؛ لأن الشبه خطافة.
وأعداء الإسلام يعملون ليل نهار من أجل الكيد لهذا الدين وأهله، وكان من كيدهم نصب الشُّبُهَات ليصطادوا ضعفاء العلم والبصيرة من المسلمين؛ لأن سبب الشُّبْهَة أحد أمرين: قلة في العلم أو ضعف في البصيرة، أما من كان على علم راسخ وبصيرة نجا من الشُّبُهَات.
ومن الذين عُرفوا بالشُّبُهَات وتخصصوا فيها الرَّافِضَة، فإنهم ينسجون الشُّبُهَات الدنية، ليطعنوا في الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وكان تركيزهم على أمهات المؤمنين، وبالأخص عَائِشَة رضي الله عنها، فإنهم أكثروا فيها الشُّبُهَات، ووجهوا نحوها الطعنات، ولكن علماء أهل السنة لهم بالمرصاد، فعرفوا كيدهم، وكشفوا أمرهم، فما من شبهة صغيرة أو كبيرة إلا وتناولها أهل السنة بالرد والإبطال، {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [1].
وفي المطالب الآتية عرض لأشهر الشُّبُهَات والرد عليها، وبيان بطلانها، {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [2]. [1] سورة التوبة، الآية:32. [2] سورة الأنبياء، الآية:18.