اسم الکتاب : الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة المؤلف : النبهاني، يوسف الجزء : 1 صفحة : 118
تأخرت عن مبايعة أبي بكر. وقوى ذلك أنها طلبت منه رضي الله عنها وعنه أن يورثها أرضا تركها النبي - صلى الله عليه وسلم - فامتنع، لأنه سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة» فبقي في نفسها من ذلك شيء، ولو جاز أن أبا بكر يحابي أحدا بما لا يعتقد جوازه لحاباها بذلك محبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستجلابا لرضاها ورضا زوجها وقومها رضي الله عنهم، فكانت الديانة والسياسة - وهو منهما في المحل الأعلى - يلزمانه بإعطائه إياها تلك الأرض لو لم يسمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما سمعه، ومع ذلك فكان يزورها ويخضع لها ويلاطفها غاية الملاطفة لاستجلاب رضاها حتى رضيت عنه.
وأما زوجها علي رضي الله عنه فقد حصل له كذلك من شدة الحزن والكرب لوفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لا تحمله الجبال الراسيات بحيث ضاقت عليه الدنيا ولازم بيته مدة من الزمان. ثم بايع أبا بكر واعتذر عن تأخره عن البيعة بما هو لا شك صادق فيه من ملازمة الأحزان مع اعتقاده أحقية أبي بكر لهذا الشأن ولعدم
اسم الکتاب : الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة المؤلف : النبهاني، يوسف الجزء : 1 صفحة : 118