قبره، ويسأل ونحو ذلك، وإن كان التراب لا يتغير. والروح تتصل بالبدن متى شاء الله، وتفارقه متى شاء الله - تعالى - لا يتوقف ذلك بمرة ولا مرتين.
والنوم أخو الموت؛ ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا استيقظ: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور». وإن كان النائم ليس كالميت في الحساسية؛ إذ إن الميت يحس بالنعيم أو العذاب بصفة أكمل وأبلغ من إحساس النائم؛ لأن نعيم الميت أو عذابه حقيقيان؛ ولكن يُذكر النوم كمثلٍ يقرِّب إلى الأذهان ما يلقاه الميت؛ فإذا كان النائم يحصل له في منامه أحيانًا لذة أو ألم بحسب ما يحلم به وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه كما يعرفه الجميع، فكذلك الميت يحصل له من النعيم أو العذاب ما الله به عليم.
والأرواح مخلوقة بلا شك، وقد دلت أحاديث نعيم الأرواح وعذابها بعد المفارقة على بقائها؛ فمنها المنعم ومنها المعذب؛ أما حقيقة الروح فلا يعلمها إلا الله - سبحانه.
والنعيم أو العذاب يقع على الروح إذا فارقت البدن ويقع عليها وعلى البدن مجتمعين إذا عادت إليه؛ فهي دائمًا في نعيم أو عذاب مفردة عن البدن أو متصلة به والبدن تابع لها في ذلك، حتى يبعث الله الخلائق فتعود إلى الجسد عودًا كاملا