اسم الکتاب : الإصابة في الذب عن الصحابة المؤلف : مازن بن محمد بن عيسى الجزء : 1 صفحة : 403
نقاتل أصحاب علي، فقتل بسبب ذلك من الفريقين خلق كثير [1].
وقال رحمه الله: ثم دخلت سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وفيها أرادت الشيعة أن يصنعوا ما كانوا يصنعونه من الزينة يوم غدير خم، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة فيما يزعمونه، فقاتلهم جهلة آخرون من المنتسبين إلى السنة، فادعوا أن في مثل هذا اليوم حصر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الغار فامتنعوا من ذلك، وهذا أيضاً جهل من هؤلاء، فإن هذا إنما كان في أوائل ربيع الأول من أول سني الهجرة فإنهما أقاما فيه ثلاثاً، وحين خرجا منه قصدا المدينة، دخلاها بعد ثمانية أيام أو نحوها، كان دخولهما المدينة في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، وهذا أمر معلوم مقرر محرر.
ولما كانت الشيعة يصنعون في يوم عاشوراء مأتماً يظهرون فيه الحزن على الحسين بن علي، قابلتهم طائفة أخرى من جهلة أهل السنة فادعوا أن في اليوم الثاني عشر من المحرم قتل مصعب بن الزبير، فعملوا له مأتماً كما تعمل الشيعة للحسين، وزاروا قبره، كما زاروا قبر الحسين، وهذا من باب مقابلة البدعة ببدعة مثلها، ولا يرفع البدعة إلا السنة الصحيحة [2].
ولسنا هنا نذكر الماضي لشحن النفوس، بل لنقول: ما أشبه الليلة بالبارحة، وها هو ذا التاريخ يعيد نفسه، وإلا فأين العقلاء المنصفون المصلحون. [1] ابن كثير: مرجع سابق: 11/ 294 [2] ابن كثير: البداية والنهاية: 11/ 349
اسم الکتاب : الإصابة في الذب عن الصحابة المؤلف : مازن بن محمد بن عيسى الجزء : 1 صفحة : 403