اسم الکتاب : الإيمان بالجن بين الحقيقة والتهويل المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 291
ويتابع أحمد عزّ الدين كلامه قائلاً:
" عرفت منذ أكثر من عشر سنوات تقريباً رجلاً، يزعم أنه يستخدم الجن في أمور صالحة في خدمة الإنسان، وذلك بوساطة وسيط من البشر.
ويزعم أنه توصّل إلى ذلك بتلاوات وأذكار طويلة، قضى فيها زمناً طويلاً، دلّه عليها بعض من يزعم أنه على معرفة بهذا العلم!
جاءني الوسيط ذات يوم يبلغني دعوة فلانٍ وفلانة من الجن، لحديث هامّ، لي فيه شأن عظيم. فذهبت في الموعد المحدد، متوكلاً على الله، فرحاً بذلك، لأطلع في هذه التجربة على جديد ".
كيف بدأت المخادعة؟
" من أول أساليب الخداع التي سُلكت معي، أن طريقة الاستحضار، استغفار وتهليل وأذكار، مما يجعل الإنسان لأول وهلة، يظن أنه يتحدث مع أرواح علوية صادقة طاهرة.
دخلت بيت الوسيط، وخلونا معاً في غرفة، وجلس هو على فراش، وبدأنا - بدلالته طبعاً نستغفر ونهلل - حتى أخذته إغفاءة، فَأضجعته أنا على فراشه، وسجيته بغطاء، كما علمني أن أفعل، وإذا بصوت خافت، يسلم صاحبه عليّ، ويظهر حفاوته بي وحبه، ويعرفني بنفسه، إنه مخلوق، يزعم أنه ليس من الملائكة، ولا من الجنّ، ولكنه خلق آخر، من نوع آخر، وُجد بقوله تعالى " كن " فكان.
وهذا على زعمه أنّ الجن لا يصدرون إلا عن أمره، وأن بينه وبين الله تعالى في تلقي الأوامر خمس وسائط فقط، خامسهم جبريل عليه السلام.
وأخذ يثني عليّ، ويقول: إنهم سيقطعون كل علاقة لهم بالبشر، وسيكتفون بلقائي، لأني على زعمهم صاحب الخصوصية في هذا العصر، وموضع العناية من الله تعالى، وأن الله تعالى هو الذي اختارني لذلك.
ووعدني بوعود رائعة، فيها العجب العجاب.
اسم الکتاب : الإيمان بالجن بين الحقيقة والتهويل المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 291