اسم الکتاب : الإيمان بالجن بين الحقيقة والتهويل المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 282
ذلك، فإن كان القوم كفاراً كما كانت العرب لم تبال بأن يقال: إنه كاهن كما كان بعض العرب كهانا، وقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وفيها كهان، وكان المنافقون يطلبون التحاكم إلى الكهان وكان أبو أبرق الأسلمي أحد الكهان قبل أن يسلم، وإن كان القوم مسلمين لم يظهر أنه كاهن، بل يجعل ذلك من باب الكرامات وهو من جنس الكهان، فإنه لا يخدم الإنسي بهذه الأخبار إلا لما يستمتع به من الإنسي بأن يطيعه الإنسي في بعض ما يريده، إما في شرك وإما في فاحشة وإما في أكل حرام وإما في قتل نفس بغير حق، فالشياطين لهم غرض فيما نهى الله عنه من الكفر والفسوق والعصيان، ولهم لذة في الشر والفتن يحبون ذلك وإن لم يكن فيه منفعة لهم، وهم يأمرون السارق أن يسرق ويذهبون إلى أهل المال فيقولون: فلان سرق متاعكم. اهـ. (1)
فدل هذا وغيره على أن الواجب على المسلمين سد هذا الباب وأن يجتنبوا هذا المنزلق الخطير من منزلقات الشيطان التي استزل فيها كثيرا من المسلمين والله المستعان.
وبهذا يتبين جواب سؤالك وتعلم أن الاستعانة بالجن لا تجوز مطلقا، والله أعلم. (2)
وقال العلامة عبد الرحمن حسن حبنكه الميداني رحمه الله:
" هل يلقي الجنُّ للإنس علوماً وأخباراً؟
أما العلوم والأخبار التي يمكن أن يلقيها الجنُّ إلى قرنائهم من الكهان، فهي بحسب مواضيع هذه العلوم التي يلقونها:
أ- فإن كانت من العلوم التي تتعلق بالأمور المشهودة، أو الإخبار عن الوقائع الماضية، فإنها أخبار تحتمل الصدق والكذب، وليس ببعيد أن يوجد في الجن كذابون، وقد أثبت
(1) - مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية- دار الوفاء (13/ 82)
(2) - انظر للتوسع: فتاوى الشبكة الإسلامية (1/ 4151):حكم الاستعانة بالجن في أعمال الخير و (1/ 4301):الاستعانة بالجن في أعمال الخير و (1/ 4311):عدم جواز الاستعانة بالجن ولو في أعمال الخير وفتاوى موقع الألوكة (/ 1):العنوان: حكم الاستعانة بالجن، وكيفية تحضيرهم وفتاوى واستشارات الإسلام اليوم (2/ 252):استخدام الجنّ في العلاج و (2/ 509):الاستعانة بالجن وموقع الإسلام سؤال وجواب (1/ 855):هل يجوز أن يتعالج عند من يزعم أنه يتعامل مع طبيب من الجن المسلم؟
اسم الکتاب : الإيمان بالجن بين الحقيقة والتهويل المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 282