responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان بالجن بين الحقيقة والتهويل المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 277
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً: [فلم يستخدم الجن أصلاً - أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكن دعاهم إلى الإيمان بالله، وقرأ عليهم القرآن، وبلَّغهم الرسالة، وبايعهم كما فعل بالإنس] (1)
ثانياً: إن الإسلام قد شرع التداوي، فإذا مرض الإنسان فعليه أن يذهب إلى الأطباء للمعالجة وهذا من باب الأخذ بالأسباب ولا ينافي التوكل على الله، وقد جاء في حديث أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،وَعِنْدَهُ أَصْحَابُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ فَسَلَّمْتُ وَقَعَدَتْ، قَالَ: فَجَاءَتِ الْأَعْرَابُ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا أَشْيَاءَ، لَا بَأْسَ بِهَا؟ قَالَ:" عِبَادَ اللهِ، وَضَعَ اللهُ الْحَرَجَ إِلَّا امْرَءًا أَقْرَضَ امْرَأً مُسْلِمًا ظُلْمًا، فَذَلِكَ الَّذِي حُرِجَ وَأَهْلَكَ "قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْإِنْسَانُ؟ قَالَ:" خُلُقٌ حُسْنٌ "قالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَتَدَاوَى؟ قَالَ:" تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً فِي الْأَرْضِ إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً إِلَّا الْهَرَمَ " قَالَ: فَكَانَ هَذَا الشَّيْخُ يَقُولُ: هَلْ تَعْلَمُونَ لِي مِنْ دَوَاءٍ؟ قَالَ:" ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يُقَبِّلُونَ يَدَهُ، فَأَخَذْتُهَا فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي، فَإِذَا هِيَ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَأَبيض مِنَ الْثلج " (2)
وقد قرر العلماء أن الذي يتولى المداواة لا بد أن يكون من أهل الطب والخبرة فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ تَطَبَّبَ، وَلَا يُعْلَمُ مِنْهُ طِبٌّ، فَهُوَ ضَامِنٌ» (3)
وفي رواية أخرى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَيُّمَا طَبِيبٍ تَطَبَّبَ عَلَى قَوْمٍ، لَا يُعْرَفُ لَهُ تَطَبُّبٌ قَبْلَ ذَلِكَ فَأَعْنَتَ فَهُوَ ضَامِنٌ» قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: «أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِالنَّعْتِ إِنَّمَا هُوَ قَطْعُ الْعُرُوقِ وَالْبَطُّ، وَالْكَيُّ» (4)
ولا يجوز اللجوء إلى المشعوذين أو الدجالين ونحوهم للمعالجة وإن تحقق على أيديهم شفاء بعض الحالات المرضية فلا يجوز أن ننخدع بصدقهم فإنهم دجالون كذبة.

(1) - مجموع فتاوى شيخ الإسلام13/ 89.
(2) - شعب الإيمان (3/ 107) (1435) صحيح وقال العلامة الألباني: حديث صحيح.
(3) - سنن أبي داود (4/ 195) (4586) حسن
(4) - سنن أبي داود (4/ 195) (4587) حسن لغيره
اسم الکتاب : الإيمان بالجن بين الحقيقة والتهويل المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست