responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان بالجن بين الحقيقة والتهويل المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 164
غَلَطٌ فِي صِفَته وتَخَيُّل لَها عَلَى غَير ما هِيَ عَلَيهِ، وقَد يُظَنُّ بَعضُ الخَيالات مَرئِيّاتٍ لِكَونِ ما يُتَخَيَّل مُرتَبِطًا بِما يُرَى فِي العادَة فَتَكُون ذاته - صلى الله عليه وسلم - مَرئِيَّة وصِفاته مُتَخَيَّلَة غَير مَرئِيَّة، والإِدراك لا يُشتَرَط فِيهِ تَحدِيق البَصَر ولا قُرب المَسافَة ولا كَون المَرئِيّ ظاهِرًا عَلَى الأَرض أَو مَدفُونًا، وإِنَّما يُشتَرَط كَونه مَوجُودًا، ولَم يَقُم دَلِيل عَلَى فَناء جِسمه - صلى الله عليه وسلم -،بَل جاءَ فِي الخَبَر الصَّحِيح ما يَدُلّ عَلَى بَقائِهِ وتَكُون ثَمَرَة اختِلاف الصِّفات اختِلاف الدَّلالات كَما قالَ بَعض عُلَماء التَّعبِير إِنَّ مَن رَآهُ شَيخًا فَهُو عام سِلم أَو شابًّا فَهُو عام حَرب.
ويُؤخَذ مِن ذَلِكَ ما يَتَعَلَّق بِأَقوالِهِ كَما لَو رَآهُ أَحَد يَأمُرهُ بِقَتلِ مَن لا يَحِلّ قَتله فَإِنَّ ذَلِكَ يُحمَل عَلَى الصِّفَة المُتَخَيَّلَة لا المَرئِيَّة.
وقالَ القاضِي عِياض: يَحتَمِل أَن يَكُون مَعنَى الحَدِيث إِذا رَآهُ عَلَى الصِّفَة الَّتِي كانَ عَلَيها فِي حَياته لا عَلَى صِفَة مُضادَّة لِحالِهِ، فَإِن رُئِيَ عَلَى غَيرها كانَت رُؤيا تَأوِيل لا رُؤيا حَقِيقَة، فَإِنَّ مِنَ الرُّؤيا ما يُخَرَّج عَلَى وجهه ومِنها ما يَحتاج إِلَى تَأوِيل." (1)

ج- إحراق المنازل بالنار:
وذلك بوساطة بعض الحيوانات التي يغريها بذلك، ففي سنن أبي داود عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَتْ فَأْرَةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ فَقَالَ: «إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذِهِ عَلَى هَذَا فَتُحْرِقَكُمْ» (2)
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتْ فَأْرَةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ، فَذَهَبَتِ الْجَارِيَةُ تَزْجُرُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «دَعِيهَا»،فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا عَلَى الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا، فَاحْتَرَقَ مِنْهَا

(1) - فتح الباري شرح صحيح البخاري- ط دار المعرفة (12/ 386)
الفتيلة: الخيط الذي يضيء به المصباح =الخُمْرَة: هي مقدارُ ما يَضَع الرجُل عليه وجْهه في سجوده من حَصِير أو نَسِيجة خُوص ونحوه من النَّباتِ = السراج: المصباح
(2) - الأدب المفرد مخرجا (ص:419) (1222) صحيح
الفتيلة: الخيط الذي يضيء به المصباح =الخُمْرَة: هي مقدارُ ما يَضَع الرجُل عليه وجْهه في سجوده من حَصِير أو نَسِيجة خُوص ونحوه من النَّباتِ = السراج: المصباح
اسم الکتاب : الإيمان بالجن بين الحقيقة والتهويل المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست