responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف في مذاهب السلف - ط الصحابة المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 18
وَهَكَذَا كَانَ من بعدهمْ يُوضح للنَّاس بطلَان أَقْوَال أهل الضلال ويحذرهم مِنْهَا كَمَا فعله التابعون رَحِمهم الله بالجعد بن دِرْهَم وَمن قَالَ بقوله وَانْتَحَلَ نحلته الْبَاطِلَة
ثمَّ مَا زَالُوا هَكَذَا لَا يَسْتَطِيع المبتدع فِي الصِّفَات أَن يتظاهر ببدعته بل يكتمونها كَمَا تتكتم الزَّنَادِقَة بكفرهم وَهَكَذَا سَائِر المبتدعين فِي الدّين على اخْتِلَاف الْبدع وتفاوت المقالات الْبَاطِلَة ولكننا نقتصر هَهُنَا على الْكَلَام فِي هَذِه الْمَسْأَلَة الَّتِي ورد السُّؤَال عَنْهَا وَهِي مَسْأَلَة الصِّفَات وَمَا كَانَ من الْمُتَكَلِّمين فِيهَا بِغَيْر الْحق المتكلفين علم مَا لم يَأْذَن الله بِأَن يعلموه وَبَيَان أَن إمرار أَدِلَّة الصِّفَات على ظَاهرهَا هُوَ مَذْهَب السّلف الصَّالح من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وتابعيهم وَأَن كل من أَرَادَ من نزاع المتكلفين وشذاذ الْمُحدثين والمتأولين أَن يظْهر مَا يُخَالف الْمُرُور على ذَلِك الظَّاهِر قَامُوا عَلَيْهِ وحذروا النَّاس مِنْهُ وبينوا لَهُم أَنه على خلاف مَا عَلَيْهِ أهل الْإِسْلَام وَسَائِر المبتدعين فِي الصِّفَات الْقَائِلُونَ بأقوال تخَالف مَا عَلَيْهِ السوَاد الْأَعْظَم من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وتابعيهم فِي خبايا وزوايا لَا يتَّصل بهم إِلَّا مغرور وَلَا ينخدع بزخارف أَقْوَالهم إِلَّا مخدوع وهم مَعَ ذَلِك على تخوف من أهل الْإِسْلَام وترقب لنزول مَكْرُوه بهم من حماة الدّين من الْعلمَاء الهادين
والرؤساء والسلاطين حَتَّى نجم ناجم المحنة وبرق بارق الشَّرّ من جِهَة العباسية وَمن لَهُم فِي الْأَمر وَالنَّهْي والإصدار والإيراد أعظم صولة وَذَلِكَ فِي الدولة العباسية بِسَبَب قاضيها أَحْمد بن أبي دؤاد فَعِنْدَ ذَلِك اطلع المنكسون فِي تِلْكَ الزوايا رؤوسهم وَانْطَلق مَا كَانَ قد خرس من ألسنتهم

اسم الکتاب : التحف في مذاهب السلف - ط الصحابة المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست