اسم الکتاب : التصوف - المنشأ والمصادر المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 188
تَفْضِيلُ الوَليّ عَلَى النَّبِيِّ
ولم يقتصر القوم على مثل هذه السخافات والأباطيل , بل زادوا في غلوائهم حيث فضلوا الولاية على النبوة والرسالة , والأولياء على الأنبياء والمرسلين , فقالوا:
(خضنا بحورا وقفت الأنبياء بسواحلها) [1].
و (معاشر الأنبياء , أو تيتم اللقب , وأوتينا ما لم تؤتوه) [2].
ونقلوا عن البسطامي أنه قال:
(تالله أن لوائي أعظم من لواء محمد صلى الله عليه وسلم , لوائي من نور تحته الجان والجن والإنس , كلهم من النبيين) [3].
وهذا ما صرّح به بعضهم:
(مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الوليّ) [4].
لأن (الولاية: هي الفلك الأقصى , من سبح فيه اطلع , ومن اطلع علم , ومن علم تحول في صورة ما علم. فذلك الوليّ المجهول الذي لا يعرف , والنكرة التي لا تتعرّف , لا يتقيد بصورة , ولا تعرف له سريرة , يلبس لكل حالة لبوسها , أما نعيمها وإمّا بؤسها.
يوماً يمان إذا لاقيت ذا يمن ... وإن لاقيت معديا فعدنان
و (إن الولاية هي المحيطة العامة , وهي الدائرة الكبرى , فمن حكمها أن يتولى الله من شاء من عباده بنبوة وهي من أحكام الولاية , وقد يتولاه بالرسالة وهي [1] الإبريز للدباغ ص 276 نقلا عن أبي يزيد البسطامي , أيضا جمهرة الأولياء للمنوفي ج 1 ص 266 , طبقات الشعراني ج2 ص 16 , الفتوحات الإلهية لابن عجيبة ص 261 , كذلك الإنسان الكامل للجيلي نقلا عن أبي الغيث ج 1 ص 124. [2] الإنسان الكامل للجيلي ج1 ص 124 , كذلك الجواهر والدرر ص 286 بهامش الإبريز , الجواب المستقيم لابن عربي ص 247 نقلا عن الجيلي. [3] لطائف المنن والأخلاق للشعراني ج1 ص 125 , أيضا شرح شطحيات (فارسي) روزبهان بقلي شيراري ص 132 بتصحيح هنري كربين ط طهران 1981 م. [4] انظر طبقات الشعراني ج1 ص 68 ط دار العلم للجميع. [5] كتاب التجليات ص 20 من رسائل ابن عربي ط الهند.
اسم الکتاب : التصوف - المنشأ والمصادر المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 188