اسم الکتاب : التصوف - المنشأ والمصادر المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 151
ورسول الله صلى الله عليه وسلم جعله بمنزله هارون من موسى مع الفضل العظيم لأبي بكر (ولم يشرك الحبيب الرسول المقرب الخليل في مقام الخلّة كما صلح أن يشرك معه في مقام الأخوة عليا كرم الله وجهه فقال: علي مني بمنزلة هارون من موسى) [1].
وكان له مقام ومنزلة عند الصوفية إلى أن نقل الشعراني عن أحد المتصوفين أنه قال:
(إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه رفع كما رفع عيسى عليه السلام , وسينزل كما ينزل عيسى عليه السلام - ثم يقول الشعراني: قلت: وبذلك قال سيدي على الخواص رضي الله عنه فسمعته يقول:
إن نوحا عليه السلام أبقى من السفينة لوحا على اسم علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرفع عليه إلى السماء فلم يزل محفوظا في صيانة القدرة حتى رفع علي بن أبي طالب رضي الله عنه) [2].
فهذا هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومكانته , ومنزلته , وشأنه , وقد نقل باحث شيعي عن جلال الدين الرومي الصوفي الفارسي المشهور أنه قال في أبياته ما تدلّ على رؤيتهم إلى علي وعقيدتهم فيه , فيقول:
(منذ كانت صورة تركيب العالم ... كان عليّ
منذ نقشت الأرض وكان الزمان ... كان عليّ
ذلك الفاتح الذي انتزع باب خيبر بحملة واحدة ... كان عليّ
كلما تأملت في الآفاق ونظرت
أيقنت بأنه في الموجودات ... كان عليّ
إن من كان هو الوجود , ولولاه
لسرى العدم في العالم الموجود (إياه) ... كان عليّ
إن سر العالمين الظاهر والباطن
الذي بدا في شمس تبريز ... كان عليّ) [3].
وهذا الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما يقارن بالغلو الشيعي فيه , ليس بأقلّ منه في صورة من الصور.
وإليه تنتسب سلاسل التصوف كلها كما قال محمد معصوم شيرازي الملقب بمعصوم علي شاه: [1] الفتوحات المكية لابن عربي ج3 ص 315. [2] طبقات الشعراني ج2 ص 44. [3] غزليات شمس تبريزي ط طهران المنقول من كتاب الصلة بين التصوف والتشيع ص 84 , 85.
اسم الکتاب : التصوف - المنشأ والمصادر المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 151