اسم الکتاب : التصوف - المنشأ والمصادر المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 110
أبو الحسن الشاذلي يوما: يا أبا العباس , ما صحبتك إلا لتكون أنت أنا وأنا أنت) [1].
وأما تعذيب النفس , وحبس الدم , والرياضات الشاقة فمنها ما ذكرناها أثناء الوقائع التي سردناها آنفا.
ومن ذلك ما ذكره الشعراني في طبقاته عن البدوي انه:
(كان طول نهاره وليله قائما شاخصا ببصره إلى السماء وقد انقلب سواد عينيه بجمرة تتوقد كالجمر. وكان يمكث الأربعين يوما وأكثر لا يأكل ولا يشرب ولا ينام) [2].
ويقول المنوفي , وأبو الهدى الرفاعي أن مكوثه هذا امتدّ إلى اثنتي عشرة سنة حيث يقولان: (ومكث على السطوح حوالي اثنتي عشرة سنة) [3].
ويذكر الطوسي والقشيري والعطار والهجويري والغزالي والشعراني وغيرهم
(أن الشبلي كان يكتحل بالملح ليعتاد السهر ولا يأخذه النوم , وأحيانا كان يحمي الميل فيكتحل به) [4].
وينقل القشيري في رسالته (ترتيب السلوك):
(كنت أريد أن لا أنام لئلا أغيب عن الذكر لحظة , فكنت أقعد على حجر ناتئ من جدران بيتنا من الحجر قدر ما أضع عليه قدمي , وتحتي واد , وفوقي شاهق حتى لا يأخذني النوم) [5].
وكتب الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الجامع الأزهر سابقا , وصوفي مشهور , [1] الأنوار القدسية لعبد الوهاب الشعراني ج2 ص 21 ط إحياء التراث العربي بغداد العراق. [2] الطبقات الكبرى للشعراني ج1 ص 183 , النفحة العلية في أوراد الشاذلية لعبد القادر زكي ص 253 ط القاهرة. [3] جمهرة الأولياء للمنوفي الحسيني ج2 ص 237 , أيضا قلادة الجواهر في ذكر الرفاعي وأتباعه الأكابر لمحمد أبي الهدى الرفاعي ص 399 الطبعة الأولى 1400 هـ بيروت لبنان. [4] انظر اللمع للطوسي ص 275 , الرسالة القشيرية ص 160 , تذكرة الأولياء للعطار ص 305 , مكاشفة القلوب للغزالي ص30 , الأنوار القسية للشعراني ص 54 , الطبقات الكبرى للشعراني ج1 ص 103. [5] رسالة ترتيب السلوك من الرسائل القشيرية لعبد الكريم القشيرية المتوفى 465 هـ ص 78 ط باكستان.
اسم الکتاب : التصوف - المنشأ والمصادر المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 110