اسم الکتاب : التوصل إلى حقيقة التوسل المؤلف : الرفاعي، محمد نسيب الجزء : 1 صفحة : 316
18 - خير: لولا عباد ركع ...
[لولا عباد ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم البلاء صباً]
الكلام على متن هذا الخبر
لا شك أن للعباد الركع فضلاً ولهم مقام عند الله تعالى والصبية الرضع لم يقترفوا إثماً بعد فهم برآء من ٍالسوء والبهائم الرتع إنها بهائم غير مسؤولة وليست عاقلة أما العذاب على المستحقين فلا يمنعه وجود هؤلاء فالله غالب على أمره عن شاء منع العذاب رحمة بهؤلاء أو شاء صب العذاب على الجميع بما فيهم هؤلاء أيضاً ويحاسب كل على عمله وبقدره.
فلا نستطيع أن نجزم بأن وجود هؤلاء مانع لوقوع العذاب قال الله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة /25/الأنفال) ومعنى هذا يمكن أن يوقع الله عذاباً عاماً في الأمة جمعاء ويحشر المتقين إلى جنات عرضها السموات والأرض ويساق المجرمون إلى جهنم زمراً ...
وهذا مما يدل على أن هذا الخبر ليس صحيحاً على إطلاقه وعلى كل الأحوال ليس فيه معنى التوسل بالعباد الركع والصبية الرضع والبهائم الرتع إنما يدل على أن وجود هؤلاء يقد يرحم الله من أجلهم الأمة فلا ينزل عليها عذاباً وقد ... وقد ... ولكن هل يجوز أن نتوسل بهم إلى الله فهذا ما يستلزم إيراد الدليل عليه ومع ذلك فلننظر في سنده وإليك البيان:
الكلام على سند هذا الخبر
قال الذهبي: ضعيف وفيه مالك بن عبيدة وأبوه - عبيدة - مجهولان.
والحديث إذا كان في مجهول واحد يسقط الاستدلال به لأنه يكون ضعيفاً والضعيف لا يصلح أن يكون حجة فكيف إذا كان فيه مجهولان فتكون المصبية به أعظم.
لذلك فإن هذا الخبر ضعيف لا تقوم به حجة على المطلوب لا في متنه ولا في سنده والحمد لله رب العالمين.
اسم الکتاب : التوصل إلى حقيقة التوسل المؤلف : الرفاعي، محمد نسيب الجزء : 1 صفحة : 316