اسم الکتاب : التوصل إلى حقيقة التوسل المؤلف : الرفاعي، محمد نسيب الجزء : 1 صفحة : 192
تُرى هل شعروا بهمز الشيطان ونفخه ونفثه يسري في كيانهم كما يسري السم في الجسد ... ؟ وهل سيظلون هكذا طائعين منقادين كالأنعام إلى جهنم وبئس المصير ... أسيظلون هكذا ... أم يفلتون من حبال عدوهم ويهربون إلى ربهم تائبين منيبين إليه، يذرفون دموع الندم ويرجون من الله رحمة ومغفرة ... والله إن فعلوا ... لوجدوا الله تواباً رحيماً فبادروا يا رعاكم الله إلى كنف التواب الرحيم تلقوا عفوه وكرمه ورضوانه رغم ما أسلفتم من الذنوب والآثام (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) /53/الزمر. وإن الكريم سبحانه لا يغفر ذنوبكم فحسب بل يبدلها حسنات وهذا جزاء التائبين المستغفرين المؤمنين العاملين اسمعوا قوله تعالى: (إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) /70/الفرقان. وقد ألحى العلماء باللائمة على من يقسم بالمخلوق وأقاموا النكير عليه وحذروا منه أشد التحذير لما فيه من المساس بالألوهية والعياذ بالله تعالى.
قال شارح العقيدة الطحاوية: (وإن الإقسام على الله بحق فلان فذلك محذور لأن الإقسام بالمخلوق لا يجوز فكيف على الخالق؟! وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: [من حلف بغير الله فقد أشرك] ولهذا قال أبو حنيفة وصاحباه - رضي الله عنهم -: يكره أن يقول الداعي: أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام ونحو ذلك حق كره أبو حنيفة ومحمد رضي الله عنهما أن يقول الرجل: اللهم إني أسألك بمعقد العز من عرشك ولم يكرهه أبو يوسف رحمه الله لما بلغه الأثر [1] كما أن القول: بجاه فلان عندك أو نتوسل إليك بأنبيائك ورسلك وأوليائك ومراده أن فلاناً عندك ذو وجاهة وشرف ومنزلة فأجب دعاءنا. وهذا أيضاً محذور فإنه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - لفعلوه بعد موته. وإنما كانوا يتوسلون في حياته بدعائه يطلبون [1] قال الزيلعي في نصب الراية 4/ 273: هو حديث مرفوع موضوع.
اسم الکتاب : التوصل إلى حقيقة التوسل المؤلف : الرفاعي، محمد نسيب الجزء : 1 صفحة : 192