responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 580
- الشُّبُهْةُ الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ) أَلَيْسَ قَدِ اسْتَقَرَّ عِنْدَ الخَاصَّةِ وَكَثِيْرٍ مِنَ العَامَّةِ مَا يُسَمَّوْنَ بِـ (الأَبْدَالِ)؟!
وَأَلَمْ يَرِدْ فِي الشَّرْعِ مَا يَشْهَدُ لِوُجُوْدِهِم؟!
فَعَلَيْهِ تَصِحُّ الاسْتِغَاثَةُ بِهِم لِقَضَاءِ
حَوَائِجِ النَّاسِ وَكَشْفِ الضُّرِّ وَإِنْزَالِ الرَّحْمَةِ!!
الجَوَابُ:
1) أَمَّا مَا يُسَمَّوْنَ بِـ (الأَبْدَالِ) فَلَا يَصِحُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ فِي خَبَرِهِم [1]، وَأَعْلَى مَا يَصِحُّ فِي ذَلِكَ هُوَ أَثَرٌ مَوْقُوْفٌ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. (2)
قَالَ الشَّيْخُ مُلَّا عَلِي القَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (الأَسْرَارُ المَرْفُوْعَةُ فِي الأَخْبَارِ المَوْضُوْعَةِ): (وَمِنْ ذَلِكَ أَحَادِيْثُ الأَبْدَالِ وَالأَقْطَابِ وَالأَغْوَاثِ وَالنُّقَبَاءِ وَالنُّجَبَاءِ وَالأَوْتَادِ؛ كُلُّهَا بَاطِلَة عَن رَسُوْلِ اللهِ، وَأَقْرَبُ مَا فِيْهَا (لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ؛ فَإِنَّ فِيْهِمِ البُدَلَاءَ، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَبْدَلَ اللهُ مَكَانَهُ رَجُلًا آخَرَ). ذَكَرَهُ أَحْمَدُ، وَلَا يَصِحُّ أَيْضًا؛ فَإِنَّهُ مُنْقَطِعٌ. (3)
قُلْتُ [4]: وَقَدْ وَرَدَتِ الأَحَادِيْثُ وَالآثَارُ مَرْفُوْعَةً وَمَوْقُوفَةً عَلَى الصَّحَابَةِ الأَبْرَارِ وَالتَّابِعِيْنَ الأَخْيَارِ، وَقَدْ جَمَعَهَا السُّيُوطِيُّ فِي رِسَالَةٍ مُسْتَقِلَّةٍ سَمَّاهَا (الخَبَرُ الدَّالُ عَلَى وُجُوْدِ القُطُبِ وَالأَوْتَادِ وَالنُّجَبَاءِ وَالأَبْدَالِ)). (5)
أَمَّا أَثَرُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ المَوْقُوْفُ - الصَّحِيْحُ - فَهُوَ: (قَامَ رَجُلٌ يَوْمَ صِفِّيْنَ؛ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِلعَنْ أَهْلَ الشَّامِ. فَقَالَ عَلِيٌّ: (مَهْ، لَا تَسُبَّ أَهْلَ الشَّامِ جَمًّا غَفِيْرًا؛ فَإِنَّ فِيْهِمُ الأَبْدَالَ)). (6)

[1] قَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (التَّبْصِرَةِ) (113/ 2): (وَقَدْ رُوِيَ ذِكْرُ عَدَدِ الأَوْلِيَاءِ فِي أَحَادِيْثَ لا تَصِحُّ).
وَقَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي الضَّعِيْفَةِ (935): (وَاعْلَمْ أَنَّ أَحَادِيْثَ الأَبْدَالِ لَا يَصِحُّ مِنْهَا شَيْءٌ، وَكُلُّهَا مَعْلُوْلَةٌ، وَبَعْضُهَا أَشَدُّ ضَعْفًا مِنْ بَعْضٍ).
وَقَالَ أَيْضًا الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي الضَّعِيْفَةِ (1479): ((فَائِدَةٌ): نَقَلْتُ أَكْثَرَ أَسَانِيْدِ الأَحَادِيْثِ المُتَقَدِّمَةِ مِنْ رِسَالَةِ السُّيُوْطِيِّ (الخَبَرُ الدَّالُّ عَلَى وُجُوْدِ القُطْبِ وَالأَوْتَادِ وَالنُّجَبَاءِ وَالأَبْدَالِ)، وَقَدْ حَشَاهَا بِالأَحَادِيْثِ الضَّعِيْفَةِ وَالآثَارِ الوَاهِيَةِ، وَبَعْضُهَا أَشَدُّ ضَعْفًا مِنْ بَعْضٍ كَمَا يَدُلُّكَ هَذَا التَّخْرِيْجُ، وَمِنْ عَجِيْبِ أَمْرِهِ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ فِيْهَا وَلَا حَدِيْثًا وَاحِدًا فِي القُطْبِ المَزْعُوْمِ، وَيُسِمِّيْهِ تَبَعًا لِلصُّوْفِيَّةِ بِالغَوْثِ أَيْضًا، وَكَذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْ فِي الأَوْتَادِ وَالنُّجَبَاءِ أَيَّ حَدِيْثٍ مَرْفُوْعٍ، وَإِنَّمَا هِيَ كُلُّهَا أَسْمَاءٌ مُخْتَرَعَةٌ عِنْدَ الصُّوْفِيَّةِ - لَا تُعْرَفُ عِنْدَ السَّلَفِ - اللَّهُمَّ إِلَّا اسْمَ البَدَلِ فَهُوَ مَشْهُوْرٌ عِنْدَهُم كَمَا تَقَدَّمَ. وَاللهُ أَعْلَمُ.
ثُمَّ نَقَلَ السُّيُوْطِيُّ عَنِ اليَافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: (وَقَالَ بَعْضُ العَارِفِيْنَ: وَالقُطْبُ هُوَ الوَاحِدُ المَذْكُوْرُ فِي حَدِيْثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ أَنَّهُ عَلَى قَلْبِ إِسْرَافِيْلَ)! فَنَقُوْلُ: أَثْبِتِ العَرْشَ ثُمَّ انْقُشْ، فَالحَدِيْثُ كَذِبٌ كَمَا سَمِعْتَ عَنِ الذَّهَبِيِّ وَالعَسْقَلَانِيِّ، فَالعَجَبُ مِنَ السُّيُوْطِيِّ - لَا اليَافِعِيِّ - أَنْ يَخْفَى ذَلِكَ عَلَيْهِ).
(2) قَالَ الحَافِظُ السَّخَاوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (المَقَاصِدُ الحَسَنَةُ) (ص45): (وَمِمَّا يَتَقَوَّى بِهِ هَذَا الحَدِيْثُ (حَدِيْثٌ فِيْهِ ذِكْرُ الأَبْدَالِ) وَيَدُلُّ لِانْتِشَارِهِ بَيْنَ الأَئِمَّةِ قَوْلُ إِمَامِنَا الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ فِي بَعْضِهِم: (كُنَّا نَعُدُّهُ مِنَ الأَبْدَالِ)، وَقَوْلُ البُخَارِيِّ فِي غَيْرِهِ: (كَانُوا لَا يَشُكُّوْنَ أَنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ)، وَكَذَا وَصْفُ غَيْرِهِمَا - مِنَ النُّقَّادِ وَالحُفاَّظِ وَالأَئِمَّةِ - غَيْرَ وَاحِدٍ بِأَنَّهُم مِنَ الأَبْدَالِ).
(3) هَذَا النَّقْلُ هُوَ مِنْ كَلَامِ الإِمَامِ ابْنِ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ - كَمَا فِي كِتَابِهِ (المَنَارُ المُنِيْفُ) (ص136) - نَقَلَهُ الشَّيْخُ مُلَّا عَلِي القَارِي رَحِمَهُمَا اللهُ.
[4] القَائِلُ هُوَ الشَّيْخُ مُلَّا عَلِي القَارِي رَحِمَهُ اللهُ.
(5) الأَسْرَارُ المَرْفُوْعَةُ فِي الأَخْبَارِ المَوْضُوْعَةِ (ص491).
(6) صَحِيْحٌ مَوْقُوْفٌ. المُخْتَارَةُ (111/ 2)، وَقَالَ الضِّيَاءُ المَقْدِسِيُّ: (وَهُوَ أَوْلَى مِنَ المَرْفُوْعِ). اُنْظُرِ التَّعْلِيْقَ عَلَى حَدِيْثِ الضَّعِيْفَةِ (2994).
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 580
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست