responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 538
بَابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى {وَمَا قَدَرُوْا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيْعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِيْنِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُوْنَ} (الزُّمَر:67)
عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: (جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّا نَجِدُ أَنَّ اللهَ يَجْعَلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِيْنَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالمَاءَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ [1]، وَسَائِرَ الخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ، فَيَقُوْلُ: أَنَا المَلِكُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ - تَصْدِيْقًا لِقَوْلِ الحَبْرِ - ثُمَّ قَرَأَ {وَمَا قَدَرُوْا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيْعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِيْنِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُوْنَ} (الزُّمَر:67).
وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: (وَالجِبَالَ وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ فَيَقُوْلُ: أَنَا المَلِكُ، أَنَا اللهُ).
وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ: (وَيَجْعَلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ) أَخْرِجَاهُ. (2)
وَلِمُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوْعًا: (يَطْوِي اللهُ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ القِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ اليُمْنَى، ثُمَّ يَقُوْلُ: أَنَا المَلِكُ أَيْنَ الجَبَّارُوْنَ؟ أَيْنَ المُتَكَبِّرُوْنَ؟ ثُمَّ يَطْوِي الأَرْضِيْنَ السَّبْعَ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِشِمَالِهِ، ثُمَّ يَقُوْلُ: أَنَا المَلِكُ، أَيْنَ الجَبَّارُوْنَ؟ أَيْنَ المُتَكَبِّرُوْنَ؟). (3)
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: (مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُوْنَ السَّبْعُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ إِلَّا كَخَرْدَلَةٍ فِي يَدِ أَحَدِكُمْ). (4)
وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: (قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ فِي الكُرْسِيِّ إِلَّا كَدَرَاهِمَ سَبْعَةٍ أُلْقِيَتْ فِي تُرْسٍ) ([5]
قَالَ: وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: سَمِعْتَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: (مَا الكُرْسِيِّ فِي العَرْشِ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مِنْ حَدِيْدٍ أُلْقِيَتْ بَيْنَ ظَهْرَيْ فَلَاةٍ مِنَ الأَرْضِ). (6)
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ؛ قَالَ: (بَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَاَلَّتِي تَلِيْهَا خَمْسُمَائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ وَسَمَاءٍ خَمْسُمَائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالكُرْسِيِّ خَمْسُمَائَةِ عَامٍ، وَبَيْنَ الكُرْسِيِّ وَالمَاءِ خَمْسُمَائَةِ عَامٍ، وَالعَرْشُ فَوْقَ المَاءِ، وَاَللَّهُ فَوْقَ العَرْشِ؛ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِكُمْ). أَخْرَجَهُ ابْنُ مَهْدِيّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَرَوَاهُ بِنَحْوِهِ المَسْعُوْدِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنِ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ. [7] قَالَهُ الحَافِظُ الذَّهَبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، قَالَ: (وَلَهُ طُرُقٌ). (8)
وَعَنِ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَلْ تَدْرُوْنَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ؟) قُلْنَا: اللهُ وَرَسُوْلُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (بَيْنَهُمَا مَسِيْرَةُ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ، وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، مَسِيْرَةُ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ، وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيْرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالعَرْشِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ، وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ). أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ. (9)

[1] الَّذِيْ فِي صَحِيْحِ البُخَاريِّ هُوَ (وَالمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ)، وَفِي أَلْفَاظٍ أُخَرَ لَهُ (وَالجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ) وَ (وَالشَّجَرَ وَالأَنْهَارَ عَلَى إِصْبَعٍ).
(2) البُخَارِيُّ (4811)، وَمُسْلِمٌ (2786).
(3) مُسْلِمٌ (2786).
قَالَ الحَافِظُ البَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (الأَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ) (139/ 2): (رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيْحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ هَكَذَا، وَذِكْرُ الشِّمَالِ فِيْهِ تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ عَنْ سَالِمٍ، وَقَدْ رَوَى هَذَا الحَدِيْثَ نَافِعٌ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ لَمْ يَذْكُرَا فِيْهِ الشِّمَالَ، وَرَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَغَيْرُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَلَمْ يَذْكُرْ فِيْهِ أَحَدٌ مِنْهُمُ الشِّمَالَ، وَرُوِيَ ذِكْرُ الشِّمَالِ فِي حَدِيْثٍ آخَرَ فِي غَيْرِ هَذِهِ القِصَّةِ، إِلَّا أَنَّهُ ضَعِيْفٌ بِمَرَّةٍ تَفَرَّدَ بِأَحَدِهِمَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَبِالآخَرِ يَزِيْدُ الرَّقَاشِيُّ - وَهُمَا مَتْرُوكَانِ - وَكَيْفَ يَصِحُّ ذَلِكَ؟! وَصَحِيْحٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمَّى كِلْتَيْ يَدَيْهِ يَمِيْنًا، وَكَأَنَّ مَنْ قَالَ ذَلِكَ أَرْسَلَهُ مِنْ لَفْظِهِ عَلَى مَا وَقَعَ لَهُ، أَوْ عَلَى عَادَةِ العَرَبِ فِي ذِكْرِ الشِّمَالِ فِي مُقَابَلَةِ اليَمِيْنِ).
وَقَدْ حَكَمَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ عَلَى هَذِهِ اللَّفْظَةِ بِالنَّكَارَةِ - وَلَيْسَ فَقَط بِالشُّذُوْذِ - لِضَعْفِ (عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ) المَذْكُوْرِ آنِفًا-، اُنْظُرِ التَّعْلِيْقَ عَلَى حَدِيْثِ الصَّحِيْحَةِ (3136).
(4) أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي التَّفْسِيْرِ (324/ 21) مَوْقُوْفًا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ؛ وَبِلَفْظِ (فِي يَدِ اللهِ).
قَالَ الشَّيْخُ نَاصِرُ بْنُ حَمَدٍ الفَهَد فِي كِتَابِهِ (تَنْبِيْهَاتٌ عَلَى كُتُبِ تَخْرِيْجِ كِتَابِ التَّوْحِيْدِ) (ص94): (الحَدِيْثُ حَسَنٌ عَلَى أَقَلِّ الأَحْوَالِ).
قُلْتُ: انْظُرْ - لِزَامًا - سَبَبَ تَحْسِيْنِهِ لِلحَدِيْثِ، وَرَدَّهُ عَلَى مَنْ ضَعَّفَ الحَدِيْثَ بِسَبَبِ أَحَدِ رُوَاتِهِ (عَمْرو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ) فَقَدْ أَتَى بِمَا يَجْدُرُ تَأَمُّلُهُ، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعُ تَفْصِيْلِهِ.
[5] ضَعِيْفٌ. تَفْسِيْرُ الطَّبَرِيِّ (5794). قَالَ الذَّهَبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (العُلُوُّ لِلعَلِيِّ الغَفَّارِ) (ص100): (هَذَا مُرْسَلٌ, وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ضَعِيْفٌ)، وَانْظُرْ أَيْضًا الضَّعِيْفَةَ (6118).
(6) صَحِيْحٌ. تَفْسِيْرُ الطَّبَرِيِّ (5794). رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي كِتَابِهِ (العَرْشُ) (432). الصَّحِيْحَةُ (109).
وَأَمَّا حَدِيْثُ أَبِي ذَرٍّ المَرْفُوْعُ الَّذِيْ عِنْدَ أَبِي الشَّيْخِ فِي (العَظَمَةِ) (587/ 2) بِلَفْظِ (الكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ) فَهُوَ ضَعِيْفٌ. الضَّعِيْفَةُ (6118).
قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي التَّعْلِيْقِ عَلَى الطَّحَاوِيَّةِ (ص54): (وَأَمَّا الكُرْسِيُّ فَفِيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} (البقرة:255)، وَالكُرْسِيُّ هُوَ الَّذِيْ بَيْنَ يَدَي العَرْشِ، وَقَدْ صَحَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوْفًا عَلِيْهِ مِنْ قَوْلِهِ (الكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ، وَالعَرْشُ لَا يُقَدِّرُ قَدْرَهُ إِلَّا اللهُ تَعَالَى). وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي كِتَابِي (مُخْتَصَرُ العُلُوِّ لِلذَّهَبِيِّ) وَلَمْ يَصِحَّ فِيْهِ مَرْفُوْعًا سِوَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ فِي الكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ، وَفَضْلُ العَرْشِ عَلَى الكُرْسِيِّ كَفَضْلِ تِلْكَ الفَلَاةِ عَلَى تِلْكَ الحَلْقَةِ). وَذَلِكَ مِمَّا يُبْطِلُ أَيْضًا تَأْوِيْلَ الكُرْسِيِّ بِالعِلْمِ، وَلَمْ يَصِحَّ هَذَا التَّأْوِيْلُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الصَّحِيْحَةِ (109)).
[7] إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ. (التَّوْحِيْدُ) (244/ 1) (885/ 2) لِابْنِ خُزَيْمَةَ. اُنْظُرْ كِتَابَ (مُخْتَصَرُ العُلُوِّ) لِلشَّيْخِ الأَلْبَانِيِّ رَحِمَهُ اللهُ (ص103).
(8) (العُلُوُّ) (ص45) لِلذَّهَبِيِّ.
(9) ضَعِيْفٌ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (4723)، وَانْظُرْ أَوْجُهَ التَّضْعِيْفِ وَالرَّدَّ عَلَى مَنْ صَحَّحَهُ فِي الضَّعِيْفَةِ (1247).
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 538
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست