responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 38
الشَّرْحُ
- قَوْلُهُ (بَابُ مِنَ الشِّرْكِ لُبْسُ الحَلْقَةِ): اللُّبْسُ بِالضَّمِّ: مِنْ لُبْسِ الثَّوْبِ، وَبِالفَتْحِ مِنَ التَّخْلِيْطَ، وَبِالكَسْرِ هُوَ مَا يُلْبَسُ.
وَالحَلْقَةُ بِسُكُوْنِ اللَّامِ: مِنَ الاسْتِدَارَةِ - وَهِيَ المَقْصُوْدَةُ فِي البَابِ -، وَبِالفَتْحِ: مِنْ حِلَاقَةِ الشَّعْرِ.
- قَوْلُهُ (لِدَفْعِ البَلَاءِ) هُوَ قَبْلَ وُقُوْعِهِ، (وَرَفْعُ البَلَاءِ) هُوَ بَعْدَ وُقُوْعِهِ، وَفِي هَذَا التَّنْوِيْعِ تَفْصِيْلٌ سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى فِي البَابِ التَّالِي.
- الآيَةُ الكَرِيْمَةُ هُنَا سِيَاقُهَا فِيْمَنْ تَعَلَّقَ بِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى، حَيْثُ قَالَ تَعَالَى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُوْلُنَّ اللهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُوْنَ} (الزُّمَر:38).
- القَاعِدَةُ فِي هَذَا البَابِ: أَنَّ اعْتِقَادَ الأَسْبَابِ المُؤَثِّرَةِ لَا يَجُوْزُ إِلَّا مَا ثَبَتَ شَرْعًا أَوْ قَدَرًا، فَالتَّعَلُّقُ بِشَيْءٍ لَمْ يَأْذَنْ بِهِ الشَّرْعُ يَكُوْن نَوْعًا مِنَ الشِّرْكِ؛ إِذَا كَانَ لِدَفْعِ البَلَاءِ أَوْ لِرَفْعِهِ.
- قَوْلُهُ تَعَالَى {إِنْ أَرَادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ}: (بِضُرٍّ) هَذِهِ نَكِرَةٌ فِي سِيَاقِ الشَّرْطِ، وَهَذَا يَعُمُّ جَمِيْعَ أَنْوَاعِ الضُّرِّ.
- قَوْلُهُ تَعَالَى {تَدْعُوْنَ}: هَذَا الدُّعَاءُ يَشْمَلُ دُعَاءَ المَسْأَلَةِ وَدُعَاءَ العِبَادَةِ؛ لِأَنَّهُمَا حَالَانِ مِنْ أَحْوَالِ أَهْلِ الإِشْرَاكِ بِاللهِ تَعَالَى.
- فِي الآيَةِ الكَرِيْمَةِ بَيَانُ أَنَّهُ كَمَا أَنَّ الخَالِقَ هُوَ اللهُ وَحْدَهُ؛ فَالَّذِيْ يَرْحَمُ وَيَضُرُّ أَيْضًا هُوَ اللهُ وَحْدَهُ، لِذَلِكَ لَا يُدْعَى وَلَا يُتَعَلَّقُ بِسِوَى اللهِ تَعَالَى، فَصَارَ فِيْهِ الاسْتِدْلَالُ بِتَوْحِيْدِ الرُّبُوْبِيَّةِ عَلَى تَوْحِيْدِ الأُلُوْهِيَّةِ.
- الوَاهِنَةُ: عِرْقٌ يَأْخُذُ فِي المَنْكِبِ وَاليَدِ كُلِّهَا.
- التَّمَائِمُ: جَمْعُ تَمِيْمَةٍ، وَهِيَ خَرَزَاتٌ كَانَتِ العَرَبُ تُعَلِّقُهَا عَلَى أَوْلَادِهِم يَتَّقُوْنَ بِهَا العَيْنَ فِي زَعْمِهِم، فَأَبْطَلَهَا الإِسْلَامُ. (1)
- الوَدْعَةُ (بِسُكُوْنِ الدَّالِ، وَيُحَرَّكُ): جَمْعُهَا وَدَعَاتٌ؛ خَرَزٌ بِيْضٌ تُخْرَجُ مِنَ البَحْرِ، تُعَلَّقُ لِدَفْعِ العَيْنِ. (2)
- حَدِيْثُ البَابِ الأَوَّلُ لَمْ يَصِحَّ بِهَذَا اللَّفْظِ، وَإِنَّمَا صَحَّ مَوْقُوْفًا عَنْ عِمْرَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِنَحْوِهِ. (3)
- قَوْلُهُ (فَإِنَّهَا لَا تَزِيْدُكَ إِلَّا وَهْنًا): أَيْ: ضَعْفًا، وَذَلِكَ مُعَامَلَةً لَهُ بِنَقِيْضِ قَصْدِهِ؛ لِأَنَّهُ عَلَّقَ قَلْبَهُ بِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى رَجَاءَ كَشْفِ الضُّرِّ.
- قَوْلُهُ (ومَنْ تَعلَّقَ وَدَعَةً، فَلَا وَدَعَ اللهُ لَهُ): أَيْ: لَا تَرَكَ لَهُ مَا يُحِبُّ، أَوْ لَا جَعَلَهُ فِي دَعَةٍ - أَيْ رَاحَةٍ - وَسُكُوْنٍ.
- قَوْلُهُ (مَنْ تَعلَّقَ): أَيْ: علَّقَهَا مُتَعَلِّقًا بِهَا قَلْبُهُ. (4)

(1) قَالَهُ ابْنُ الأَثِيْرِ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (النِّهَايَةُ فِي غَرِيْبِ الحَدِيْثِ وَالأَثَرِ) (536/ 1).
(2) قَالَهُ فِي القَامُوْسِ المُحِيْطِ (ص769).
(3) سَبَقَ تَخْرِيْجُهُ.
(4) وَالحَدِيْثُ بِتَمَامِهِ عِنْدَ أَحْمَدَ فِي المُسْنَدِ (17422) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنِيِّ؛ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَهْطٌ فَبَايَعَ تِسْعَةً وَأَمْسَكَ عَنْ وَاحِدٍ. فَقَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ! بَايَعْتَ تِسْعَةً وَتَرَكْتَ هَذَا؟ قَالَ: (إنَّ عَلَيْهِ تَميْمَةً)، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا فبَايَعَهُ. وَقَالَ: (مَنْ عَلَّقَ تَميْمَةً فَقد أَشْرَكَ). حَسَنٌ. غَايَةُ المَرَامِ (492).
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست