responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 343
المُلْحَقُ السَّابِعُ عَلَى كِتَابِ التَّوْحِيْدِ) مُخْتَصَرُ القَوَاعِدِ المُثْلَى
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.
أَمَّا بَعْدُ فَهَذَا مُخْتَصَرٌ مُفِيْدٌ لِكِتَابِ (القَوَاعِدُ المُثْلَى فِي صِفَاتِ اللهِ وَأَسْمَائِهِ الحُسْنَى) لِلشَّيْخِ ابْنِ عُثَيْمِيْن رَحِمَهُ اللهُ. (1)

- قَوَاعِدُ فِي أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى:
1) أَسْمَاءُ اللهِ تَعَالَى كُلُّهَا حُسْنَى:
أَيْ: بَالِغَةٌ فِي الحُسْنِ غَايَتَهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى} (الأَعْرَاف:180).
مِثَالُ ذَلِكَ: (الحَيُّ) اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى، مُتَضَمِّنٌ لِلحَيَاةِ الكَامِلَةِ الَّتِيْ لَمْ تُسْبَقْ بِعَدَمٍ، وَلَا يَلْحَقُهَا زَوَالٌ، الحَيَاةُ المُسْتَلْزِمَةُ لِكَمَالِ الصِّفَاتِ مِنَ العِلْمِ وَالقُدْرَةِ وَالسَّمْعِ وَالبَصَرِ وَغَيْرِهَا.
وَالحُسْنُ فِي أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى يَكُوْنُ بِاعْتِبَارِ كُلِّ اسْمٍ عَلَى انْفِرَادِهِ، وَيَكُوْنُ بِاعْتِبَارِ جَمْعِهِ إِلَى غَيْرِهِ، فَيَحْصُلُ بِجَمْعِ الاسْمِ إِلَى الآخَرِ كَمَالٌ فَوْقَ كَمَالٍ.
مِثَالُ ذَلِكَ: (العَزِيْزُ الحَكِيْمُ)، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا فِي القُرْآنِ كَثِيْرًا، فَيَكُوْنُ كُلٌّ مِنْهُمَا دَالًّا عَلَى الكَمَالِ الخَاصِّ الَّذِيْ يَقْتَضِيْهِ - وَهُوَ العِزَّةُ فِي العَزِيْزِ، وَالحِكْمَةُ فِي الحَكِيْمِ - وَالجَمْعُ بَيْنَهُمَا دَالٌّ عَلَى كَمَالٍ آخَرَ وَهُوَ أَنَّ عِزَّتَهُ تَعَالَى مَقْرُوْنَةٌ بِالحِكْمَةِ، فَعِزَّتُهُ لَا تَقْتَضِي ظُلْمًا وَجَوْرًا كَسُوْءِ فِعْلٍ؛ كَمَا قَدْ يَكُوْنُ مِنْ أَعِزَّاءِ المَخْلُوْقِيْنَ، فَإِنَّ العَزِيْزَ مِنْهُم قَدْ تَأْخُذُهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ، فَيَظْلُمُ وَيَجُوْرُ وَيُسِيْءُ التَّصَرُّفَ، وَكَذَلِكَ حُكْمُهُ تَعَالَى وَحِكْمَتُهُ مَقْرُوْنَانِ بِالعِزِّ الكَامِلِ بِخِلَافِ حِكْمَةِ المَخْلُوْقِ فَإِنَّهَا قَدْ يَعْتَرِيْهَا الذُلُّ.
2) أَسْمَاءُ اللهِ تَعَالَى أَعْلَامٌ وَأَوْصَافٌ:
فَهِيَ أَعْلَامٌ بِاعْتِبَار دِلَالَتِهَا عَلَى الذَّاتِ، وَأَوْصَافٌ بِاعْتِبَارِ مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنَ المَعَانِي، وَهِيَ بِالاعْتِبَارِ الأَوَّلِ مُتَرَادِفَةٌ لِدِلَالَتِهَا عَلَى مُسَمَّىً وَاحِدٍ - وَهُوَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ - وَبِالاعْتِبَارِ الثَّانِي مُتَبَايِنَةٌ لِدِلَالَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مَعْنَاهُ الخَاصِّ فَـ (الحَيُّ، العَلِيْمُ، القَدِيْرُ، السَّمِيْعُ، البَصِيْرُ، الرَّحْمَنُ، الرَّحِيْمُ، العَزِيْزُ، الحَكِيْمُ) كُلُّهَا أَسْمَاءٌ لِمُسَمَّىً وَاحِدٍ؛ وَهُوَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لَكِنْ مَعْنَى الحَيِّ غَيْرُ مَعْنَى العَلِيْمِ، وَمَعْنَى العِلِيْمِ غَيْرُ مَعْنَى القَدِيْرِ، وَهَكَذَا.
3) أَسْمَاءُ اللهِ تَعَالَى إِنْ دَلَّتْ عَلَى وَصْفٍ مُتَعَدٍ؛ لَزِمَ إِثْبَاتُهُ: أَيْ: ثُبُوْتُ حُكْمِهِ وَمُقْتَضَاهُ.
مِثَالُ ذَلِكَ: (السَّمِيْعُ) يَتَضَمَّنُ إِثْبَاتَ السَّمِيْعِ اسْمًا للهِ تَعَالَى، وَإِثْبَاتَ السَّمْعِ صِفَةً لَهُ، وَإِثْبَاتَ حُكْمِ ذَلِكَ وَمُقْتَضَاهُ وَهُوَ أَنَّهُ يَسْمَعُ السِّرَّ وَالنَّجْوَى كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيْعٌ بَصِيْرٌ} (المُجَادِلَة:[1]).

[1] وَفِيْهِ تَصَرُّفٌ وَزِيَادَةٌ يَسِيْرَةٌ، أَمَّا الحَاشِيَةُ فَهِيَ مِنْ خَارِجِ الكِتَابِ الأَصْلِ، أَضَفْتُهَا تَتْمِيْمًا لِلفَائِدَةِ.
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 343
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست