مدرسة الفقاهة
مکتبة مدرسة الفقاهة
قسم التصویري
قسم الکتب لأهل السنة
قسم التصویري (لأهل السنة)
ويکي الفقه
ويکي السؤال
فارسی
دلیل المکتبة
بحث متقدم
مجموع المکاتب
الصفحة الرئیسیة
علوم القرآن
الفقه
علوم الحديث
الآدب
العقيدة
التاریخ و السیرة
الرقاق والآداب والأذكار
الدعوة وأحوال المسلمين
الجوامع والمجلات ونحوها
الأشخاص
علوم أخرى
فهارس الكتب والأدلة
مرقم آلیا
جميع المجموعات
المؤلفین
العقيدة
الفرق والردود
جميع المجموعات
المؤلفین
مدرسة الفقاهة
مکتبة مدرسة الفقاهة
قسم التصویري
قسم الکتب لأهل السنة
قسم التصویري (لأهل السنة)
ويکي الفقه
ويکي السؤال
صيغة PDF
شهادة
الفهرست
««الصفحة الأولى
«الصفحة السابقة
الجزء :
1
الصفحة التالیة»
الصفحة الأخيرة»»
««اول
«قبلی
الجزء :
1
بعدی»
آخر»»
اسم الکتاب :
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
المؤلف :
نغوي، خلدون
الجزء :
1
صفحة :
282
الشَّرْحُ
- هَذِهِ الأَبْوَابُ القَادِمَةُ يَصْلُحُ تَسْمِيَتُهَا بِأَبْوَابِ العِبَادَاتِ القَلْبِيَّةِ، وَهَذِهِ العِبَادَاتُ عَلَى دَرَجَاتٍ، وَتَارِكُهَا وَاقِعٌ بَيْنَ تَرْكٍ لِأَصْلِ التَّوْحِيْدِ وَبَيْنَ تَرْكٍ لِكَمَالِ التَّوْحِيْدِ الوَاجِبِ.
- المَحَبَّةُ تَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ أَسَاسِيَّيْنِ:
القِسْمُ الأَوَّلُ) مَحَبَّةٌ خَاصَّةٌ: وَهِيَ مَحَبَّةُ العُبُوْدِيَّةِ. وَهِيَ الَّتِيْ تُوْجِبُ التَذَلُّلَ وَالتَّعْظِيْمَ - وَهَذِهِ خَاصَّةٌ بِاللهِ تَعَالَى - فمَنْ أَحَبَّ مَعَ اللهِ غَيْرَهُ مَحَبَّةَ عِبَادَةٍ، فَهُوَ مُشْرِكٌ الشِّرْكَ الأَكْبَرَ، وَهَذِهِ المَحَبَّةُ مُنَافِيَةٌ لِأَصْلِ التَّوْحِيْدِ. (1)
القِسْمُ الثَّانِي) مَحَبَّةٌ عَامَّةٌ: وَهِيَ لَيْسَتْ بِمَحَبَّةِ عُبُوديَّةٍ.
وَهِيَ أَنْوَاعٌ:
1) مَحَبَّةٌ للهِ وَفِي اللهِ، كَمَحَبَّةِ الرُّسُلِ وَالصَّالِحِيْنَ وَ .... ، أَوْ أَعْمَالٍ كَالصَّلَاَةِ وَالزَّكَاةِ وَ ....
وَهَذَا النَّوعُ مِنَ المَحَبَّةِ سَبَبُهُ مَحَبَّةُ اللهِ تَعَالَى؛ وَحَتَّى مَحَبَّةُ الرَّسُوْلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَابِعَةٌ لِمَحَبَّةِ مُرْسِلِهِ، وَتُبْنَى عَلَى هَذِهِ المَحَبَّةِ الطَّاعَةُ، فمَنْ أَحَبَّ طَاعَةَ غَيْرِ اللهِ كَمَحَبَّةِ طَاعَةِ اللهِ أَوْ أَكْثَرَ؛ فَهُوَ مُنَافٍ لِكَمَالِ التَّوْحِيْدِ الوَاجِبِ، وَعَلَى صَاحِبِهِ أَنْ يَتُوْبَ مِنْ ذَلِكَ وَيَرْجِعَ إِلَى تَكْمِيْلِ المَحَبَّةِ الوَاجِبَةِ، وَإِنَّ جَمِيْعَ المَعَاصِي تَنْشَأُ عَنْ تَقْدِيْمِ هَوَى النَّفْسِ عَلَى مَحَبَّةِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ.
[2]
(3)
2) مَحَبَّةُ إِشْفَاقٍ وَرَحْمَةٍ، وَذَلِكَ كَمَحَبَّةِ الأَوْلَادِ وَالصِّغَارِ وَالضُّعَفَاءِ وَالمَرْضَى.
3) مَحَبَّةُ إِجْلَالٍ وَتَعْظِيْمٍ وَتَوْقِيْرٍ، كَمَحَبَّةِ الإِنْسَانِ لِوَالِدِهِ وَلِمُعَلِّمِهِ.
4) مَحَبَّةُ طَبِيْعِيَّةٌ، كَمَحَبَّةِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالمَلْبَسِ وَالمَرْكَبِ وَالمَسْكَنِ.
وَأَشْرَفُ هَذِهِ الأَنْوَاعِ النَّوْعُ الأَوَّلُ، وَالبَقِيَّةُ هُم مِنْ قِسْمِ المُبَاحِ؛ إِلَّا إِذَا اقْتَرَنَ بِهَا مَا يَقْتَضِي التَّعَبُّدَ فَتَصِيْرُ عِبَادَةً، فَالإِنْسَانُ يُحِبُّ وَالِدَهُ مَحَبَّةَ إِجْلَالٍ وَتَعْظِيْمٍ، فَإِذَا اقْتَرَنَ بِهَا نِيَّةُ بِرِّ الوَالِدَيْنِ صَارَتْ عِبَادَةً، وَكَذَلِكَ المَحَبَّةُ الطَّبِيْعِيَّةُ - كَالأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالمَلْبَسِ وَالمَسْكَنِ - إِذَا قَصَدَ بِهَا الاسْتِعَانَةَ عَلَى عِبَادَةٍ صَارَتْ عِبَادَةً.
وَلْيُعْلَمْ أَنَّهُ مَتَى مَا نَوَى المُؤْمِنُ بِتَنَاوُلِ شَهَوَاتِهِ المُبَاحَةِ التَّقَوِّي عَلَى الطَّاعَةِ؛ كَانَتْ شَهَوَاتُهُ لَهُ طَاعَةً يُثَابُ عَلَيْهَا، كَمَا قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَأَقُوْمُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنَ النَّوْمِ، فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللهُ لِي؛ فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي)
[4]
؛ يَعْنِي أَنَّهُ يَنْوِي بِنَوْمِهِ التَّقَوِّي عَلَى القِيَامِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فَيَحْتَسِبُ ثَوَابَ نَوْمِهِ كَمَا يَحْتَسِبُ ثَوَابَ قِيَامِهِ. (5)
- قَوْلُهُ تَعَالَى {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ}: نَزَلَتْ فِيْمَنْ رَضِيَ بِالمُكْثِ بِمَكَّةَ وَلَمْ يُهَاجِرْ - مَحَبَّةً لِهَذِهِ الأَشْيَاءِ وَإِيْثَارًا لَهَا عَلَى طَاعَةِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ -.
(1) وَتَأَمَّلْ إِيْرَادَ البُخَارِيِّ رَحِمَهُ اللهُ لِهَذِهِ الآيَةِ الكَرِيْمَةِ مَعَ حَدِيْثِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ الَّذِيْ فِي الشِّركِ، فَفِي كِتَابِ التَّفْسِيْرِ مِنْ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ (4497) - بَابُ قَوْلِهِ {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُوْنِ اللهِ أَندَادًا يُحِبُّوْنَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} (البَقَرَة:165) - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ؛ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ مَاتَ وَهْوَ يَدْعُوْ مِنْ دُوْنِ اللهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ)، وَقُلْتُ أَنَا: مَنْ مَاتَ وَهْوَ لَا يَدْعُو لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ الجَنَّةَ.
[2]
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (جَامِعُ العُلُوْمِ وَالحِكَمِ) (397/ 2) - شَرْحُ حَدِيْثِ رَقَم (41) -: (فَجَمِيْعُ المَعَاصِي تَنْشَأُ مِنْ تَقْدِيْمِ هَوَى النُّفُوْسِ عَلَى مَحَبَّةِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ، وَقَدْ وَصَفَ اللهُ المُشْرِكِيْنَ بِاتِّبَاعِ الهَوَى فِي مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ، وَقَالَ تَعَالَى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيْبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُوْنَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ} (القَصَص:64). وَكَذَلِكَ البِدَعُ؛ إِنَّمَا تَنْشَأُ مِنْ تَقْدِيْمِ الهَوَى عَلَى الشَّرْعِ، وَلِهَذَا يُسَمَّى أَهْلُهَا أَهْلَ الأَهْوَاءِ، وَكَذَلِكَ المَعَاصِي؛ إِنَّمَا تَقَعُ مِنْ تَقْدِيْمِ الهَوَى عَلَى مَحَبَّةِ اللهِ وَمَحَبَّةِ مَا يُحِبُّهُ اللهُ).
(3) فَائِدَةٌ) قَالَ الشَّيْخُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي التَّفْسِيْرِ (ص189) - عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى {مَنْ يُطِعِ الرَّسُوْلَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيْظًا، وَيَقُوْلُوْنَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِيْ تَقُوْلُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيْلًا} (النِّسَاء:81) -: (أَيْ: كُلُّ مَنْ أَطَاعَ رَسُوْلَ اللهِ فِي أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيْهِ {فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ} تَعَالَى لِكَوْنِهِ لَا يَأْمُرُ وَلَا يَنْهَى إِلَّا بِأَمْرِ اللهِ وَشَرْعِهِ وَوَحْيِهِ وَتَنْزِيْلِهِ، وَفِي هَذَا عِصْمَةُ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لِأَنَّ اللهَ أَمَرَ بِطَاعَتِهِ مُطْلَقًا، فَلَوْلَا أَنَّهُ مَعْصُوْمٌ فِي كُلِّ مَا يُبَلِّغُ عَنِ اللهِ لَمْ يَأْمُرْ بِطَاعَتِهِ مُطْلَقًا وَيَمْدَحْ عَلَى ذَلِكَ. وَهَذَا مِنَ الحُقُوْقِ المُشْتَرَكَةِ، فَإنَّ الحُقُوْقَ ثَلَاثَةٌ:
حَقٌّ للهِ تَعَالَى لَا يَكُوْنُ لِأَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ، وَهُوَ عِبَادَةُ اللهِ وَالرَّغْبَةُ إِلَيْهِ، وَتَوَابِعُ ذَلِكَ.
وَقِسْمٌ مُخْتَصٌّ بِالرَّسُوْلِ، وَهُوَ التَّعْزِيْرُ وَالتَّوْقِيْرُ وَالنُّصْرَةُ.
وَقِسْمٌ مُشْتَرَكٌ، وَهُوَ الإِيْمَانُ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ وَمَحَبَّتِهِمَا وَطَاعَتِهِمَا، كَمَا جَمَعَ اللهُ بَيْنَ هَذِهِ الحُقُوْقِ فِي قَوْلِهِ {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُوْلِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيْلًا} (الفَتْح:9)).
[4]
رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4341) عَنْ أَبِي بُرْدَةَ.
(5) قَالَ سَعِيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ: (مَتَاعُ الغُرُوْرِ: مَا يُلْهِيْكَ عَنْ طَلَبِ الآخِرَةِ، وَمَا لَمْ يُلْهِكَ فَلَيْسَ بِمَتَاعِ الغُرُوْرِ، وَلَكِنَّهُ مَتَاعُ بَلَاغٍ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ). تَفْسِيْرُ البَغَوِيِّ (39/ 8).
اسم الکتاب :
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
المؤلف :
نغوي، خلدون
الجزء :
1
صفحة :
282
««الصفحة الأولى
«الصفحة السابقة
الجزء :
1
الصفحة التالیة»
الصفحة الأخيرة»»
««اول
«قبلی
الجزء :
1
بعدی»
آخر»»
صيغة PDF
شهادة
الفهرست
إن مکتبة
مدرسة الفقاهة
هي مكتبة مجانية لتوثيق المقالات
www.eShia.ir