اسم الکتاب : الحركة الوهابية (رد على مقال لمحمد البهى في نقد الوهابية) المؤلف : هراس، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 32
لقد كشف لنا كلام سعادته هذا عن لغز عسر علينا حله، وهو أنه حين كان وزيراً للأوقاف أشرأبت إليه أعناق أنصار التوحيد وانتظروا منه أن يقوم بخطوة جريئة في الإصلاح، فيغلق على الأقل هذه الأضرحة ولا يسمح بزيارتها، ويلغي تلك المهرجانات الشركية التي تقام لأصحابها، ولكنه لم يصنع من ذلك شيئاً، وكأن الأمر لا يهمه ولا يعنيه.
وثنية الأموات ووثنية الأحياء:
ثم يقول سعادته: والوثنية التي يمكن أن توجد في القرن العشرين ليست وثنية الأحجار والأموات، إنما هي وثنية الأحياء أصحاب السلطان والنفوذ ولا يقضي على هذه بالدعوة إلى هدم القبور وتحريم زيارتها، وإنما بتحقيق شعور المساواة بين الحاكم والمحكوم[1].
وهذا ليس بصحيح، فإن وثنية الأحجار والأموات لا تزال قائمة فعلاً في كل مكان من الدنيا، ولا يزال الإنسان هو الإنسان لم يستطع أن يتخلص من سيطرة أوهامه أو فساد تخيلاته، رغم ذلك التقدم الهائل في العلوم والمخترعات.
ولعل سعادته يعرف أن أعل الناس ثقافة في مصر، هم أكثر من غيرهم تعلقاً بالخرافات والأوهام، والمكابرة في ذلك مكابرة في شيء محسوس وواقع لا تليق بآحاد الناس فضلاً عن دكتورنا الفيلسوف. [1] انظر مشكوراً: الفكر الإسلامي في تطوره ص 81.
اسم الکتاب : الحركة الوهابية (رد على مقال لمحمد البهى في نقد الوهابية) المؤلف : هراس، محمد خليل الجزء : 1 صفحة : 32