شرحه:
وقال الله لإبراهيم: امض من بلادك وبيت أبيك إلى الأرض التي أريك، وأخلق من ذريتك محمدا، وأبارك فيه وأعظم اسمه. وسيكون بركه وأبارك فيمن يتبرك به، وألعن من سبه. (ويعظمه الأكثر من مخلوقات العالم).
وهذا فصل بديع باتر لحججهم، لأن هذه الأوصاف لم توجد إلا في النبي - صلى الله عليه وسلم -، والبركة والحمد ظاهرة في أمته. وما من اسم أعظم من اسمه - صلى الله عليه وسلم -. وهؤلاء اليهود لعنهم الله الطاعنون عليه قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ولعنوا أين ما كانوا. وهذا الموضع من النص لا يصلح أن يكون فيه إلا محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا يليق بهذا المحل غيره. ولا يمكن لفظ يعني بعدد "لجوي جدول" إلا محمد - صلى الله عليه وسلم -. وقد بينا أن هذه قاعدة من قواعدهم بما يغني عن التكرار.
فصل
من نوع ما تقدم، ويذكر فيه قضية إبراهيم مع الخمسة ملوك الذين سبوا لوطا، وأن الله تعالى أوحى إليه بأنه لا يخاف لأن محمدا عضده وترسه. والنص في ذلك في السفر الأول من التوراة:
«هيا دبر أدني إل ابرم بامجديني ليموز أن تيرا أبرم أنوخي مجن لخ صخار خاصر بي ماد.» (2)
(1) التكوين 12: 1 - 3
(2) التكوين 15: 1
اسم الکتاب : الحسام الممدود في الرد على اليهود المؤلف : الإسلامي، عبد الحق الجزء : 1 صفحة : 39