اسم الکتاب : الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين المؤلف : العتيبي، سهل الجزء : 1 صفحة : 297
ومنهم من يرى أن تلك الصور تقع في القلب من اللوح المحفوظ في حالة النوم كما تقع الصورة من مرآة أخرى إذا ارتفع الحجاب بينهما [1].
وذهب القائلون بوحدة الوجود من الصوفية إلى أن الرؤيا لا تهبط من خارج وإنما تصدر من باطن النفس، فالوجود حقيقة واحدة عندهم [2].
المسألة الثانية: مكانة الرؤى عند الصوفية
الرؤى والمنامات مصدر مهم عند الصوفية للمعرفة والتلقي بل هي مصدر يقيني لا يتطرق إليه الشك أو الغلط [3]، فهم يبنون عليها كثيرًا من عقائدهم الباطلة ويستندون عليها في ترويج ضلالاتهم ومعرفة الحلال والحرام عندهم وتفسير آيات القرآن الكريم وتصحيح وتضعيف الأحاديث، ونسج الفضائل والمناقب لشيوخهم وغير ذلك.
وأكثر ما يصرحون بالتلقي عنه منامًا الله سبحانه وتعالى أو النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من شيوخهم ومريديهم أو من الصحابة الكرام، أو غيرهم.
ومن قرأ كتبهم المعتمدة عندهم تبين له ما نسجوه من قصص وحكايات في شأن المنامات وأهميتها عندهم كمصدر مهم للمعرفة والتلقي. [1] انظر: إحياء علوم الدين للغزالي (4/ 537) وانظر علاقة هذا القول بقول الفلاسفة في التصوف الإسلامي بين الدين والفلسفة (ص46، 47) وتاريخ الفلسفة اليونانية (ص57). [2] انظر: فصوص الحكم لابن عربي (ص136 - 137) والفتوحات المكية له (2/ 494). [3] انظر: الفتوحات المكية (1/ 380).
اسم الکتاب : الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين المؤلف : العتيبي، سهل الجزء : 1 صفحة : 297