اسم الکتاب : الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين المؤلف : العتيبي، سهل الجزء : 1 صفحة : 280
ومال إلى هذا القول الإمام ابن الجوزي رحمه الله فإنه حكاه أولا، وحكى بعده أقوالا عديدة ثم قال: "والصحيح الأول" [1].
لكن ضعف شيخ الإسلام ابن تيمية هذا القول، حيث قال: "وهذا وإن كان موافقًا للنسب من جهة اللفظ، فإنه ضعيف أيضًا، لأن هؤلاء غير مشهورين ولا معروفين عند أكثر النساك.
ولأنه لو نسب النساك إلى هؤلاء لكان هذا النسب في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم أولى [2].
ب- قيل: إنهم منسوبون إلى أهل الصفة الذين كانوا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بينهم وبين الصوفية من التشابه في الانقطاع عن الدنيا والتفرغ للعبادة.
لكن هذه النسبة غير صحيحة من جهة اللغة, لأنه لو نسبوا إلى أهل الصفة لقيل صفي [3].
كما أنها غير صحيحة من الناحية الشرعية، فأهل الصفة أغلبهم من الصحابة الذين لم يكونوا قاعدين عن العمل وإنما كانوا ضيوفًا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وإن لم يتمكن بعضهم من الكسب والزواج، ثم الزهاد الأولون في القرن الأول لم يطلق عليهم اسم متصوف، والمتصوفة سموا بذلك بعد ما ظهرت البدع [4]. [1] تلبيس إبليس (ص201). [2] الصوفية والفقراء رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية مطبوعة ضمن مجموع الفتاوى له (11/ 6، 7). [3] انظر: الرسالة (ص126) للقشيري، والتعرف لمذهب أهل التصوف، (ص29) وتلبيس إبليس (ص201) ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (11/ 6). [4] انظر: رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية، الصوفية والفقراء، المطبوعة ضمن مجموع الفتاوى (11/ 38 - 45) وتلبيس إبليس (ص201).
اسم الکتاب : الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين المؤلف : العتيبي، سهل الجزء : 1 صفحة : 280