اسم الکتاب : الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين المؤلف : العتيبي، سهل الجزء : 1 صفحة : 227
الأنبياء وحي.
قال الخطابي رحمه الله: ومعنى الحديث؛ تحقيق الرؤيا، وأنها مما كان الأنبياء يثبتونه ويحققونه، وأنها كانت جزءًا من أجزاء العلم الذي كان يأتيهم، والأنباء التي كان ينزل بها الوحي عليهم، والله أعلم [1].
وقال البغوي رحمه الله: قوله: «جزء من النبوة» أراد تحقيق أمر الرؤيا وتأكيده، وإنما كانت جزءًا من النبوة في حق الأنبياء دون غيرهم [2].
وقال الكرماني رحمه الله: قوله: «من النبوة» أي: في حق الأنبياء دون غيرهم وكان الأنبياء يوحى إليهم في منامهم كما يوحى إليهم في اليقظة [3].
وهذا التوجيه لهذه الأحاديث وإن كان لا خلاف فيه، فإنه غير وارد في هذه الأحاديث، لأنها جاءت في بيان رؤيا الرجل الصالح أو رؤيا المؤمن ونسبتها إلى النبوة فما معنى كون رؤيا المؤمن جزءًا من أجزاء النبوة؟ وليس رؤيا الأنبياء.
الحالة الثانية: أن تكون الرؤيا الصالحة من المؤمن الصالح:
للعلماء رحمهم الله، في بيان معنى كون رؤيا المؤمن الصالح جزءًا من أجزاء النبوة توجيهان:
التوجيه الأول: أن المراد تشبيه الرؤيا بالنبوة:
قال الخطابي رحمه الله: قال بعض العلماء: أن الرؤيا تجيء موافقة النبوة، لا أنها جزء باق من النبوة [4]. [1] أعلام الحديث (4/ 2319) ومعالم السنن (4/ 138). [2] شرح السنة (12/ 203). [3] شرح صحيح البخاري للكرماني (24/ 98) وانظر: عمدة القاري للعيني (24/ 131، 132). [4] معالم السنن (4/ 139).
اسم الکتاب : الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين المؤلف : العتيبي، سهل الجزء : 1 صفحة : 227