اسم الکتاب : الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين المؤلف : العتيبي، سهل الجزء : 1 صفحة : 209
ولا شك أن مجيء الملك في غار حراء كان أول مراتب الوحي في اليقظة؛ وهو وحي الرسالة الذي به بدأ نزول القرآن، ولم يرد أن وحيًا مناميًا انفرد بنزول شيء من القرآن الكريم [1].
قال السيوطي في الاتقان: "إن الملك يأتيه في النوم، وهل نزل عليه فيه قرآن أم لا؟ والأشبه أنه نزل كله يقظة [2].
والنبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل: كيف يأتيك الوحي؟ في حديث الحارث بن هشام، قال - صلى الله عليه وسلم -: «أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشد علي، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول» [3].
فلم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث رؤيا المنام، وهذا تصريح منه - صلى الله عليه وسلم - بأنه لم يتلق شيئًا من القرآن عن طريق الرؤيا.
وما ذكر من أن جبريل جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام بنمط من ديباج فيه كتاب فقال: اقرأ .. الحديث [4].
نقول: إن ثبت هذا الحديث فإنه لا يعارض حديث عائشة رضي الله عنها ويمكن أن يجمع بين الحديثين إن صح الأخير بأن تقول أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءه جبريل في المنام قبل اليقظة توطئة وتيسيرًا عليه ورفقًا به؛ لأن أمر النبوة عظيم. [1] انظر: كتاب محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تأليف محمد الصادق عرجون (1/ 269) الطبعة الأولى (1405هـ) دار القلم دمشق. [2] الاتقان في علوم القرآن (1/ 23) طبعة عالم الكتب. [3] سبق تخريجه (204). [4] رواه ابن إسحاق: قال: حدثني وهب بن كيسان قال: قال عبيد، فذكر الحديث .. سيرة ابن هشام (1/ 267) تحقيق: عمر بن عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي.
اسم الکتاب : الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين المؤلف : العتيبي، سهل الجزء : 1 صفحة : 209