اسم الکتاب : الرسائل الشخصية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 305
صنفوا كتباً أخذوا بها وعملوا بها دون كتب الآخرين، كما هو الواقع سواء، وقال: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [1]، قال ابن عباس: " تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف، وتسود وجوه أهل الفرقة والاختلاف ". هذا كله كلام ابن القيم. وقال الشيخ تقي الدين في كتاب "الإيمان": قال الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} [2] الآية، وفي حديث عدي بن حاتم: " أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لسنا نعبدهم، قال: أليس يحرّمون ما أحل الله فتحرمونه، ويُحلّون ما حرّم الله فتحلونه؟ قلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم "، رواه الإمام أحمد والترمذي وغيره. وقال أبو العالية: " إنهم وجدوا في كتاب الله ما أمروا به وما نهوا عنه، فقالوا: لن نسبق أحبارنا بشيء، فما أمرونا به ائتمرنا وما نهونا عنه انتهينا لقولهم، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم " [3]. انتهى كلام ابن تيمية. فتأمل هذا الكلام بشراشر قلبك، ثم نزله على أحوال الناس وحالك، وتفكر في نفسك وحاسبها، بأي شيء تدفع هذا الكلام؟ وبأي حجة تحتج يوم القيامة على ما أنت عليه؟ فإن كان عندك شبهة، فاذكرها فأنا أبينها، إن شاء الله تعالى.
والمسألة مثل الشمس، ولكن من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وإن لم يتسع عقلك لهذا، فتضرع إلى الله بقلب حاضر، خصوصاً في الأسحار أن يهديك للحق ويريك الباطل باطلاً. وفر بدينك، فإن الجنة والنار قدامك؛ والله المستعان. ولا تستهجن هذا الكلام، فوالله ما أردت به إلا الخير. وصلى الله على محمد وآله وسلم. [1] سورة آل عمران آية: 106. [2] سورة التوبة آية: 31. [3] في الأصل، جاءت العبارة هكذا: (لقوله ونبذوه وراء ظهورهم) ، والتصحيح من المصورة.
اسم الکتاب : الرسائل الشخصية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 305