اسم الکتاب : الرسائل الشخصية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 257
تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [1]. وتأمل قوله في الصحيح: " بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ " [2]، وقوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا يقبض العلم ... إلخ " [3]، وقوله: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " [4]، وقوله: " وإياكم ومحدثات الأمور! فإن كل بدعة ضلالة " [5]. والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة، أفردت بالتصنيف.
فإني أحبك، وقد دعوت لك في صلاتي، وأتمنى من قبل هذه المكاتيب أن يهديك الله لدينه القيم، ولا يمنعني من مكاتبتك إلا ظني أنك لا تقبل، وتسلك مسلك الأكثر، ولكن لا مانع لما أعطى الله، والله لا يتعاظم شيئاً أعطاه. وما أحسنك تكون في آخر هذا الزمان فاروقاً لدين الله، كعمر رضي الله عنه في أوله، فإنك لو تكون معنا لانتصفنا ممن أغلظ علينا.
وأما هذا الخيال الشيطاني الذي اصطاد به الناس، أن من سلك هذا المسلك فقد نسب نفسه للاجتهاد، وترك الاقتداء بأهل العلم، وزخرفه بأنواع الزخارف، فليس هذا بكثير من الشيطان وزخارفه، كما قال تعالى: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً} [6]. فإن الذي أنا عليه وأدعوكم إليه هو في الحقيقة الاقتداء بأهل العلم، فإنهم قد وصوا الناس بذلك؛ ومن أشهرهم كلاماً في ذلك، إمامكم الشافعي، قال: لا بد أن تجدوا عني ما يخالف الحديث، فكل ما خالفه فأشهدكم أني قد رجعت عنه. وأيضاً أنا في مخالفتي هذا العالم، لم أخالفه وحدي؛ فإذا اختلفت أنا وشافعي مثلاً في أبوال مأكول اللحم، وقلتُ: القول بنجاسته يخالف حديث العرنيين، ويخالف حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم [1] سورة الأنعام آية: 116. [2] مسلم: الإيمان (145) , وابن ماجة: الفتن (3986) , وأحمد (2/389) . [3] البخاري: العلم (100) , ومسلم: العلم (2673) , والترمذي: العلم (2652) , وابن ماجة: المقدمة (52) , وأحمد (2/162, 2/190, 2/203) , والدارمي: المقدمة (239) . [4] أبو داود: السنة (4607) , والدارمي: المقدمة (95) . [5] أبو داود: السنة (4607) , والدارمي: المقدمة (95) . [6] سورة الأنعام آية: 112.
اسم الکتاب : الرسائل الشخصية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 257