responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل الشخصية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 193
بقوله: {وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ} [1] الآية. فكيف بمن جادل عن المشركين، وصد عن دين رب العالمين؟ فالله الله! عباد الله! لا تغتروا بمن لا يعرف شهادة أن لا إله إلا الله، وتلطخ بالشرك وهو لا يشعر. فقد مضى أكثر حياتي ولم أعرف من أنواعه ما أعرفه اليوم؛ فلله الحمد على ما علمنا من دينه. ولا يهولنكم اليوم أن هذا الأمر غريب، فإن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: " بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ " [2]، واعتبروا بدعاء أبينا إبراهيم، عليه السلام، بقوله في دعائه: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ} [3].
لولا ضيق هذه الكراسة، وأن الشيخ محمداً أجاد وأفاد بما أسلفه من الكلام فيها، لأطلنا الكلام. وأما الاتحادي ابن عربي صاحب الفصوص المخالف للنصوص، وابن الفارض الذي لدين الله محارب وبالباطل للحق معارض، فمن تمذهب بمذهبهما فقد اتخذ مع غير الرسول سبيلًا، وانتحل طريق المغضوب عليهم والضالين المخالفين لشريعة سيد المرسلين؛ فإن ابن عربي وابن الفارض ينتحلان نحلاً تكفرهما، وقد كفّرهم كثير من العلماء العاملين. فهؤلاء يقولون كلاماً أخشى المقت من الله في ذكره، فضلاً عمن انتحله؛ فإن لم يتب إلى الله من انتحل مذهبهما، وجب هجره وعزله عن الولاية إن كان ذا ولاية، من إمامة أو غيرها؛ فإن صلاته غير صحيحة لا لنفسه ولا لغيره. فإن قال جاهل: أرى عبد الله توّه يتكلم في هذا الأمر، فيعلم أنه إنما تبين لي الآن وجوب الجهاد في ذلك عليّ وعلى غيري، لقوله تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} [4] إلى أن قال: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [5]. وصلى الله على محمد وآله وسلم.

[1] سورة النساء آية: 107.
[2] مسلم: الإيمان (145) , وابن ماجة: الفتن (3986) , وأحمد (2/389) .
[3] سورة إبراهيم آية: 35-36.
[4] سورة الحج آية: 78.
[5] سورة الحج آية: 78.
اسم الکتاب : الرسائل الشخصية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست