اسم الکتاب : الرسائل الشخصية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 173
تعلم دين الله ورسوله؛ ومع هذا يقول لكم شيطانكم المويس أن بنيات حرمة وعيالهم [1] يعرفون التوحيد فضلاً عن رجالهم، وأيضاً تعلم معنى "لا إله إلا الله" بدعة. فإن استغربت ذلك مني، فأحضر عندك جماعة، واسألهم عما يُسألون عنه في القبر، هل تراهم يعبرون عنه لفظاً وتعبيراً؟ فكيف إذا طولبوا بالعلم والعمل؟
هذا ما أقول لك، فإن بان لك شيء من ذلك ارتعت روعة صدق على ما فاتك من العلم والعمل في دين الإسلام، أكبر من روعتك التي ذكرت في رسالتك من تجهيلنا جماعتك. ولكن هذا حق [2]، من أعرض عما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من دين الإسلام، فكيف بمن له قريب من أربعين سنة يسب دين الله ورسوله، ويبغضه ويصد عنه مهما أمكن؟ فلما عجز عن التمرد في دينه الباطل، وقيل له: أجب عن دينك، وجادل دونه وانقطعت حجته، أقر أن هذا الذي عليه ابن عبد الوهاب أنه هو دين الله ورسوله، قيل له: فالذي عليه أهل حرمة؟ قال: هو دين الله ورسوله. كيف يجتمع هذا وهذا في قلب رجل واحد؟ فكيف بجماعات عديدة، بين الطائفتين من الاختلاف سنين عديدة ما هو معروف، حتى أن كلاً منهم شهر السيف دون دينه، واستمر الحرب مدة طويلة، وكل منهم يدعي صحة دينه ويطعن في دين الآخر؟ نعوذ بالله من سوء الفهم، وموت القلوب. أهل دينين مختلفين، وطائفتان يقتتلون كل منهم على صحة دينه، ومع هذا يتصور أن الكل دين صحيح يدخل من دان به الجنة؟! سبحانك هذا بهتان عظيم! فكيف والناقد [1] حرمة بلد: يعني أنّ البنات والصّبيان في بلدة "حرمة" يعرفون التّوحيد فلا يحتاج أحد إلى تعلّمه من العلماء. (المنار) . [2] أي: (جزاء) (الدرر) .
اسم الکتاب : الرسائل الشخصية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 173