اسم الکتاب : الشيعة والتشيع - فرق وتاريخ المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 401
الخلافة منه كأبي بكر وعمر وعثمان والأمويين، فقد اغتصبها من مستحقها.
وقد اعتاد الفرس أن ينظروا إلى الملك نظرة فيها معنى إلهي، فنظروا هذا النظر نفسه إلى علي ّ وذريته وقالوا: إن طاعة الإمام أول واجب، وإن طاعته إطاعة الله ".
والذي أرى - كما يدلنا التاريخ - أن التشيع لعلي بدأ قبل دخول الفرس الإسلام، ولكن معنى ساذج، وهو أن علياً أولى من غيره من وجهتين، كفايته الشخصية، وقرابته للنبي، والعرب من قديم تفخر بالرياسة وبيت الرياسة، وهذا الحزب - كما رأينا - وُجد من بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ونما بمرور الزمان وبالمطاعن في عثمان، ولكن هذا التشيّع أخذ صبغة جديدة بدخول العناصر الأخرى في الإسلام من يهودية
ونصرانية ومجوسية. وأن كل قوم من هؤلاء، كانوا يصبغون التشيّع بصيغة دينهم. فاليهود تصبغ الشيعة يهودية، والنصارى نصرانية، وهكذا.
وإذ كاد أكبر عنصر دخل في الإسلام هو عنصر الفارسي كان أكبر الأثر في التشيع إنما هو الفرس " [1].
وهذا آخر ما أردنا إثباته في كتابنا هذا، والله يهدينا إلى سبيل الرشاد، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه من خدمة دينه، ورفع كلمته والدفاع عن شريعته وحملة شريعته محمد وأصحابه وأهل بيته أجمعين، وصلى الله على نبينا محمد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، وعلى آله الطيبين، وأصحابه الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
* * * [1] فجر الإسلام ص 276 إلى 278.
اسم الکتاب : الشيعة والتشيع - فرق وتاريخ المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 401