اسم الکتاب : الشيعة والتشيع - فرق وتاريخ المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 115
النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك بجد سعيد بن العاص الأموي وهو مشرك فيكون ذلك من باب المودة في القربى لأنهما من بني عبد المناف، وسبُّ الرافضة للأمويين من بني عبد المناف في جاهليتهم وإسلامهم ينافي ما كان يحتج إليه النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب المودة في القربى التي تقدم الكلام عليها لمناسبة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبادل به أبا سفيان في الجاهلية من أسباب هذه المودة العائلية. وعلى ذكر حديث البردة التي نذرت إحدى الصحابيات أن تعطيها لأكرم العرب فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تعطيها لسعيد بن العاص وكان غلامًا بعد، فإن هذا الحديث من أعلام النبوة، وقد اكتشف النبي صلى الله عليه وسلم بنور الوحي الإلهي أن سعيدًا سيكون أكرم العرب، روى ابن أبي خيثمة من طريق يحيى بن سعيد قال: قدم محمد بن عقيل بن أبي طالب على أبيه فقال له: من أشرف الناس؟ قال: أنا وابن أمي، وحسبك بسعيد بن العاص وقال معاوية: كريم قريش سعيد بن العاص. وكان مشهورًا بالكرم والبر، حتى كان إذا سأله السائل وليس عنده ما يعطيه كتب له بما يريد أن يعطيه مسطورًا، فلما مات كان عليه ثمانون ألف دينار فوفاها عنه ولده عمرو الأشدق .... وهذا هو الأموي الذي يعير الرافضيُّ أمير المؤمنين عثمان بأنه ولاه الكوفة، مات سعيد بن العاص في قصره بالعقيق سنة 53" ([1]) "ونضيف إلى ذلك أنه كان يهدي عليًّا رضي الله عنه وكان يقبل منه كما ذكره ابن سعد في طبقاته:
إن سعيد بن العاص قدم المدينة وافدًا إلى عثمان، فبعث إلى وجوه المهاجرين والأنصار بصلات، وإلى علي بن أبي طالب فقبل منه" (2) [1] - المنتقى من منهاج السنة للذهبي: ص375 - 376 الهامش
(2) - طبقات ابن سعد: ج5 ص21
اسم الکتاب : الشيعة والتشيع - فرق وتاريخ المؤلف : إحسان إلهي ظهير الجزء : 1 صفحة : 115