اسم الکتاب : العقائد الإسلامية المؤلف : سيد سابق الجزء : 1 صفحة : 96
* وجوب الإيمان به:
وقد جاء فى الحديث الصحيح عن النبى صلى الله علية وسلم أن الإيمان بالقدر جزء من العقيدة, ويكون المعنى أن الله خلق النواميس والقوانين والنظم التى وضعها لهذا الوجود, وأن الأشياء تجرى وتدور حسب هذه النظم والسنن والقوانين.
{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [1].
ويكون الإيمان بالقدر جزءًا من عقيدة المسلم, وليس فيه معنى الإجبار .. قال الخطابى: «قد يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر إجبار الله سبحانه العبد على ما قدره وقضاه .. وليس الأمر كما يتوهمون؛ وإنما معناه الإخبار عن تقديم علم الله سبحانه بما يكون من اكتسابات العبد, وصدورها عن تقدير منه تعالى, وخلقه لها, خيرها وشرها .. والقدر اسم لما صدر مقدرًا عن فعل القادر «.
وعلم الله سبحانه بما سيقع, ووقوعه حسب هذا العلم لا تأثير له فى إرادة العبد, فإن العلم صفة انكشاف لا صفة تأثير؛ فمثلاً علم الإنسان بأن ابنه ذكى مقبل على دروسه ومستوعب لها حفظًا وفهمًا, ليس له تأثير فى نجاحه.
* حكمة الإيمان بالقدر:
وحكمة ذلك: أن تنطلق قوى الإنسان وطاقاته لتعرف هذه السنن, ولتدرك [1] سورة يس - الآية 37 - 40.
اسم الکتاب : العقائد الإسلامية المؤلف : سيد سابق الجزء : 1 صفحة : 96