وَمَنْ أَبْطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ [1]» رَوَاهُ مُسْلِمٌ،
- وَلِحَدِيثِ حَنْظَلَةَ [2] الأُسَيِّدِيِّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ [3]، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ! قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا تَقُولُ؟! قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ [1] الذين هم عند الله: هم ملائكته الكرام المقربون. أذكر أن أستاذنا ابن باديس رحمه الله قال لنا في آخر هذا الحديث (من أبطأ به عمله الخ): هذه حكمة بالغة ينبغي أن تكتب فوق القطر الجزائري بحروف كبيرة في كل مكان ليراها كل جزائري فيعمل بها ويدع التواكل، لأن شرف الانسان بعمله لا بنسبه أو حسبه. [2] حنظلة الأسيدي: صحابي جليل من كتَّاب الوحي فيه تقوى وخشية وورع. [3] أبو بكر: هو الخليفة الأول والصحابي الجليل، والصديق الرفيق لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الهجرة وفي مراحل حياته النبوية، وأول من أسلم من الشيوخ، وأحد المبشرين بالجنة، ومناقبه أجل وأعظم من أن تحصر، وهو أبو عبد الله بن أبي قحافة، - رضي الله عنه وأرضاه -.