التَّصْدِيقُ يَقْوَى وَيَضْعُفُ:
28 - التَّصْدِيقُ الَّذِي هُوَ الْجُزْءُ الْأَصْلِيُّ فِي الْإِيمَانِ يَقْوَى وَيَضْعُفُ [2]، يَقْوَى بِالنَّظَرِ فِي الآيَاتِ الْكَوْنِيَّةِ [3]، وَالتَّدَبُّرِ فِي الآيَاتِ السَّمْعِيَّةِ [4]، وَالتَّقَرُّبِ بِالْعِبَادَاتِ الشَّرْعِيَّةِ وَيَضْعُفُ بِضِدِّ ذَلِكَ،
- لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [5]}،
- وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: [1] تقدمت ترجمة أبي سعيد في الدرس (21). [2] فالتصديق كالبذرة والإيمان كالشجرة. [3] الآيات الكونية هي: العلامات والمعجزات الموجودة في الكون من سموات وأرضين ومن بحار وأنهار وجبال وأشجار وحيوان، وإنسان وغيرها من مخلوقات الله البديعة الصنع. [4] الآيات السمعية هي: الحجج والبراهين القطعية المنطقية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. [5] ليطمئن قلبي أي ليسكن ويهدأ، والضمير لسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام قال تعالى: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى، قَالَ: أَوَلَمْ تُؤْمِنْ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) ومحل الشاهد هو النظر لتقوية الإيمان. وسيدنا إبراهيم مؤمن ومصدق بإحياء الله الموتى ولكن أراد أن يشاهد ذلك بعينيه لأن النظر أقوى وأصدق برهانا من السمع، ومن سمع شيئا ويمكنه أن يراه لا شك أنه يبقى متشوقا لرؤيته، فإذا شاهده بعينيه اطمأن له قلبه وآمن به، فلا يطلب بعد ذلك البيان بيانا (وما راءٍ كمن سمعا).